مَعَاشِر اَلْمُسْلِمِينَ رَوَى اَلْإِمَامْ أَحْمَدْ وَأَبُو دَاوُودْ وَاَلتِّرْمِذِي وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنْ بْنْ عَمْروْ اَلسِّلْمِيِّ وَحَجَرِ بْنْ حَجَرِ اَلْكَلَاعِي كِلَاهُمَا عَنْ اَلْعَرْبَاضْ بْنْ سَارِيَةٍ اَللَّهِ عَنْهُ قَالَ وَعْظُنَا رَسُولَ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ وَجَلَّتْ مِنْهَا اَلْقُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا اَلْعُيُونُ فَقُلْنَا يَا رَسُولُ اَللَّهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُودَعٍ فَأَوْصِنَا فَقَالَ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اَللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَانْ تَأْمُرُ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ فَإِنَّهُ مِنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اِخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسَنَتِي وَسَنَةِ اَلْخُلَفَاءِ اَلرَّاشِدِينَ اَلْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعُضْوًا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ فَإِنَّ كُل مُحْدِثَةٍ بِدْعَةٍ وَفِي رِوَايَةَ وَكُلَّ بِدْعَةِ ضَلَالَةِ هَذَا اَلْحَدِيثِ يَا عِبَادُ اَللَّهِ فِيهِ مَسَائِلُ اَلْمَسْأَلَةِ اَلْأُولَى أَنَّ اَلنَّبِيَّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ يَتَحَوَّلُ صَحَابَتُهُ بِالْمَوْعِظَةِ فَهُوَ يَعِظُهُمْ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِالْخُطَبِ كَخُطْبَةٍ اَلْجُمْعَة وَالْعِيدَيْنِ وَالْكُسُوف وَنَحْوهَا وَكَذَلِكَ يَعِظهُمْ فِي غَيْرِهَا فَفِي بَعْضِ رِوَايَاتِ هَذَا اَلْحَدِيثِ أَنَّ اَلنَّبِيَّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَعْظُهُمْ بَعْد صَلَاةِ اَلْفَجْرِ اِمْتِثَالاً لِقَوْلِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا وَيَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَدْعُو إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ فَالنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ يَتَحَوَّلُ صَحَابَتُهُ بِالْمَوْعِظَةِ اَلْمَسْأَلَةِ اَلثَّانِيَةِ أَنَّ اَلصَّحَابَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ كَانُوا مِنْ أَحْرَصِ اَلنَّاسِ عَلَى سَمَاعِ اَلْعَلَمِ وَسَمَاعِ اَلْمَوَاعِظِ وَكَانُوا يَتَأَثَّرُونَ غَايَةُ اَلتَّأَثُّرِ فَسَمِعُوا مَوْعِظَةً مِنْ اَلنَّبِيِّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَلِيغَةً فَتَحَرَّكَتْ قُلُوبُهُمْ وَوَجِلَتْ وَخَافِت مِنْ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَلَم يَتَمَالَكُوا أَعْيُنُهُمْ مِنْ أَنْ تَذْرِفَ اَلدُّمُوعُ خَشْيَةَ مِنْ اَللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فَالْتَمَسَ يَا أَخِي اَلْمُسْلِمَ فَالْتَمَسَ قَلْبُكَ حَالُ اَلْمَوَاعِظِ اِلْتَمَسَ قَلْبُكَ عِنْدَ سَمَاعِ كَلَامِ اَللَّهِ اِلْتَمَسَ قَلْبُكَ عِنْدَ سَمَاعِ كَلَامِ اَلنَّبِيِّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اِخْتَبَرَ هَذَا اَلْقَلْبِ هَلْ هُوَ يَوْجَلُ مِنْ اَللَّهِ وَيَخْشَاهُ وَيَتَّقِيهُ ؟ اَلصَّحَابَةُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ كَانُوا مِنْ أَحْرَصِ اَلنَّاسِ عَلَى اَلْمَوَاعِظِ وَكَانُوا يَسْتَزِيدُونَ رَسُولُنَا – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ اَلْمَوْعِظَةِ فَقَالُوا كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُودَعٍ فَأَوْصِنَا فَطَلَبَ اَلْمَزِيدَ مِنْ اَلْمَوْعِظَةِ مِنْ مَسَائِلَ هَذَا اَلْحَدِيثِ عِبَادِ اَللَّهِ أَنَّ اَلنَّبِيَّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَوْصَاهُمْ بِوَصِيَّةِ مُودِعِ هَذِهِ اَلْوَصَايَا اَلَّتِي وَصَّى بِهَا رَسُولُ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي هَذَا اَلْحَدِيثِ هِيَ مِنْ آخِرٍ وَصَايَاهُ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ اَلَّذِي يَنْصَحُ نَفْسَهُ أَنْ يَعْتَنِيَ بِهَا غَايَةَ اَلْعِنَايَةِ اَلْوَصِيَّةِ اَلْأُولَى مِنْ رَسُولِنَا – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اَللَّهِ تَقَوَّى اَللَّهُ يَا عِبَادُ اَللَّهِ هِيَ وَصِيَّةُ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – لِلْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ قَالَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَلَقَدْ وَصَّيْنَا اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتَابَ مِنْ قِبَلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اِتَّقَوْا اَللَّهُ اَلْآيَاتِ اَلْإِمْرَةَ بِالتَّقْوَى فِي كِتَابِ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – كَثِيرَةً وَالتَّقْوَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَذَابِ اَللَّهِ وِقَايَةَ اَلْوَصِيَّةِ اَلثَّانِيَةِ مِنْ رَسُولِنَا – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اَلسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ وَلَوْ تَامِرْ عَبْدٍ وَفِي رِوَايَةً وَلَوْ تَأْمُر عَلَيْكُمْ عَبْدُ حَبَشِي رَأْسِهِ كَأَنَّهُ زَبِيبَة لِمَا أَمْرُهُمْ نَبِيُّنَا – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِتَقْوَى اَللَّهِ وَتَقْوَى اَللَّهَ يَصْلُحُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بِهَا آخِرَةَ اَلْعَبْدِ وَدُنْيَاهُ وَصَّاهُمْ بِمَا يَصْلُحُ دُنْيَاهُمْ وَهُوَ اَلسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لَمِنْ وَلَا اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَمَرَ اَلْمُسْلِمِينَ فَقَالَ وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ وَانْ مِنْ اَلْمَسَائِلِ اَلَّتِي خَالَفَ بِهَا رَسُولُ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَهْلُ اَلْجَاهِلِيَّةِ مَسْأَلَةَ اَلطَّاعَةِ وَالسَّمْعِ لَمِنْ وَلَا اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – اَلْأَمْرُ فَكَانَ كُفَّار قُرَيْشَ يَأْنَفُونَ أَشَدُّ اَلْآنِفَةَ أَنْ يَسْمَعُوا لِرَجُلٍ آخَرَ وَلِذَلِكَ بَقُوا مُتَنَاحِرَيْنِ قَبَائِلَ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ اَلسَّمْعَ وَالطَّاعَةَ مِنْ اَلْمَهَانَةِ وَالذُّلِّ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَمْتَثِلُوهُ فَخَالَفَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي ذَلِكَ وَبَيَّنَ أَنَّ اَلنَّاسَ لَا تَسْتَقِيمُ أُمُورَهُمْ وَمَعَاشَهُمْ إِلَّا بِمِثْلٍ هَذِهِ اَلْوِلَايَاتِ لَا يَصْلُحُ اَلنَّاسُ فَوْضًى لَا سِرَّاهُ لَهُمْ وَلَا سِرَّاهُ إِذَا جُهَّالهُمْ سَادُوا وَإِنَّمَا اَلطَّاعَةُ بِالْمَعْرُوفِ كَمَا قَالَ رَسُولُنَا – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَمِنْ أَمْرٍ بِمَعْصِيَةِ فَلَا سَمْع وَلَا طَاعَةً مِنْ وَصَايَا رَسُولِنَا صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ اَلْمَوْعِظَةِ اَلَّتِي هِيَ مِنْ آخِرٍ مَوَاعِظِهِ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ فَإِنَّهُ مِنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اِخْتِلَافًا كَثِيرًا اَلْخِطَابُ اَلصَّحَابَةَ مِنْ يَعِشْ مِنْ اَلصَّحَابَةِ فَسَيَرَى اِخْتِلَافًا
وَكَمْ عَاشَ اَلصَّحَابَةُ بَعْدَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ عَاشُوا زَمَنًا يَسِيرًا فَالصَّحَابَةُ مِنْ عُمْرِ مِنْهُمْ رَأَى اَلِاخْتِلَافُ وَرَأَى اَلتَّحَوُّلُ وَرَأَى بَعْضُ اَلْبِدَعِ وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا فَكَيْفَ بِزَمَانِنَا هَذَا وَقَدْ مَضَى عَلَى قَوْلِ رَسُولِنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ وَأَرْبَعمِائَةِ سَنَةٍ فَكَيْفَ هُوَ اَلِاخْتِلَافُ فِي دِينِ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَكَيْفَ هُوَ آلَتْ وَكَيْفَ هُوَ اَلتَّغَيُّرُ وَكَيْفَ هُوَ اَلِابْتِدَاعُ فِي اَلدِّينِ ؟ لَا شَكَّ أَنَّهُ أَعْظَمُ وَأَشَدُّ وَأَنْكَى فَمًا هِيَ اَلْوَصِيَّةُ ؟ إِذَا رَأَى اَلْمُسْلِمُ هَذَا اَلِاخْتِلَافِ عَنْ اَلدِّينِ وَتَحْرِيفِ اَلدِّينِ مَاذَا يَصْنَعُ ؟ فَإِنَّهُ مِنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اِخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسَنَتِي وَسَنَةِ اَلْخُلَفَاءِ اَلرَّاشِدِينَ اَلْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي وَهُنَا سُؤَالٌ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ اَلْعِلْمِ لَمْ ؟ لَمْ يَقِلْ رَسُولُنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَعَلَيْكُمْ بَكَتْ اَللَّهَ وَسَنَةً وَإِنَّمَا قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَيْكُمْ بِسَنَتِي قَالَ بَعْضُ أَهْلِ اَلْعِلْمِ كَانَ اَلَّذِي يَقُودُ هَذَا اَلتَّغْيِيرِ وَيُحَرِّفُ اَلدِّينُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – فَهُوَ مُحْكَمٌ قَطْعِيٌّ اَلثُّبُوتِ وَلَوْ تَكَلَّمَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – لَانْكَشَفَ بَاطِلهُ وَلَكِنَّهُ يَشْرَعُ لِلسَّنَةِ وَيَقْدَحُ فِي سَنَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَطْعَنُ فِي هَدْيِهِ وَيَطْعَنُ فِي طَرِيقَتِهِ فَقَالَ لَنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَيْكُمْ بِسَنَتِي وَقَدْ جَاءَ فِي اَلْحَدِيثِ عِنْدَ اَلْإِمَامْ أَحْمَدْ وَأَصْحَابِ اَلسُّنَنِ إِلَّا اَلنِّسَائِيَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي رَافِعْ – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ – قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَلْفَيْنِ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهُ اَلْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي أَمَرَتْ بِكَذَا وَنُهِيَتْ عَنْ كَذَا فَيَقُول لَا أَدْرِي لَا أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اَللَّهِ اِتَّبَعْنَاهُ إِلَّا وَانِي أُوتِيَتْ اَلْقُرْآنَ وَمُثُلِهِ مَعَهُ فَالسَّنَةُ سَنَةُ نَبِيِّنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ اَلْمَصْدَرُ اَلثَّانِي مِنْ مَصَادِرِ اَلتَّشْرِيعِ كِتَابَ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَسَنَةُ نَبِيِّنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتْبَعهُمْ إِجْمَاعُ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ فَإِنَّ اَلْأُمَّةَ لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ فَعَلَيْكُمْ بِسَنَتِي وَسَنَةِ اَلْخُلَفَاءِ اَلرَّاشِدِينَ اَلْمَهْدِيُّونَ مِنْ بَعْدِي وَالْخُلَفَاءِ اَلرَّاشِدُونَ هُمْ أَبُو بَكْرْ اَلصِّدِّيقِ وَعُمَرْ اَلْفَارُوقْ وَعُثْمَانْ ذُو اَلنُّورَيْنِ وَعَلِي بْنْ أَبِي طَالِبْ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ فَهَذِهِ سَنَةُ اَلْأَئِمَّةِ اَلْخُلَفَاءِ اَلْمَهْدِيِّينَ اَلرَّاشِدِينَ اَلَّذِينَ أَثْنَى عَلَيْهِمْ رَسُولُنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ مِنْ فَهِمُوا دِينُ اَللَّهِ هُمْ مِنْ عَرَفُوا مُرَادَاتٌ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتِّبَاعَ سَنَتِهِمْ دَلِيلَ إِيمَانِ وَهُدَى وَاتِّبَاعٍ قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ اَلْأُمُورِ فَإِنَّ كُل مُحْدِثَةٍ بِدْعَةِ أَيِّ مُحْدَثَاتِ اَلْأُمُورِ فِي فَإِنَّ اَلدِّينَ قَدْ أَكْمَلَهُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بِبَعْثَةِ رَسُولِنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْكُنَا مُحَمَّدْ بْنْ عَبْدِ اَللَّهْ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي وَالنَّاسُ أَجْمَعِينَ تَرْكَنَا عَلَى اَلْمَحَجَّةِ اَلْبَيْضَاءِ لَيْلَهَا نَهَارُهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ اَلدِّينِ قَدْ اِكْتَمَلَ قَالَ اَللَّهُ وَجَلَّ اَللَّهُ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ اَلْإِسْلَامُ دِينَا فَمِنْ اِبْتَدَعَ فِي دِينِ اَللَّهِ هُوَ مُعْتَرِضٌ عَلَى هَذِهِ اَلْآيَةِ وَمُعْتَرِضٍ عَلَى كِتَابٍ بِاَللَّهِ وَمُعْتَرِضٌ عَلَى رَسُولِنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُلَّ مِنْ عَمَلِ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْهِ فَدِينِنَا قَدْ كَمُلَ نَأْخُذُهُ مِنْ اَلْكِتَابِ وَمِنْ اَلسَّنَةِ بَارَكَ اَللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي اَلْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ اَلْمَوَاعِظِ وَالذَّكَرِ اَلْحَكِيمِ.