فوائد وفرائد

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ إِذَا النَّاسُ نَائِمُونَ، وَبِنَهَارِهِ إِذَا النَّاسُ مُفْطِرُونَ، وَبِحُزْنِهِ إِذَا النَّاسُ يَفْرَحُونَ، وَلِبُكَائِهِ إِذَا النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَبِصَمْتِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْلِطُونَ، وَبِخُشُوعِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْتَالُونَ
131
قَالَ عُمَرُ بْن الْخَطَّابِ عَلَيْهِ رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ أَرْبَابُ الْعِلْمِ؟ قَالَ «الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ»، قَالَ: فَمَا يَنْفِي الْعِلْمَ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، قَالَ: «الطَّمَعُ» مسند الدارمي-592
137
قَالَ سَعِيْدُ بنُ يَعْقُوْب: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ: مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُحمَّدٍ إِلَى سَعِيْدِ بنِ يَعْقُوْبَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا دَاءٌ، والسُّلْطَانَ دَاءٌ، والعَالِمَ طَبِيْبٌ، فَإِذَا رَأَيْتَ الطَّبِيْبَ يَجُرُّ الدَّاءَ إِلَى نَفْسِهِ فَاحْذَرْهُ، والسَّلامُ عَلَيْكَ.
107
قَالَ ابْنُ تَيمية رحمه الله: وَ‌‌حُصُولُ الْعِلْمِ فِي الْقَلْبِ كَحُصُولِ الطَّعَامِ فِي الْجِسْمِ فَالْجِسْمُ يُحِسُّ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ؛ وَكَذَلِكَ الْقُلُوبُ تُحِسُّ بِمَا يَتَنَزَّلُ إلَيْهَا مِنْ الْعُلُومِ الَّتِي هِيَ طَعَامُهَا وَشَرَابُهَا كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: “إنَّ كُلَّ آدِبٍ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى مَأْدُبَتُهُ وَإِنَّ مَأْدُبَةَ اللَّهِ هِيَ الْقُرْآنُ”
130
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رحمه الله: قَدْ غَمَّنِي فِي هَذَا الزَّمَانِ أَنَّ الْعُلَمَاءَ لِتَقْصِيرِهِمْ فِي الْعِلْمِ صَارُوا كَالْعَامَّةِ، وَإِذَا مَرَّ بِهِمْ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ قَالُوا: قَدْ رُوِيَ! وَالْبُكَاءُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَى خَسَاسَةِ الْهِمَمِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ صيد الخاطر (313/1)
138
قَالَ ابنُ تَيْميةَ رَحمه الله: بَلْ ‌كَمَا ‌أَنَّ ‌نُورَ ‌الْعَيْنِ ‌لَا ‌يُرَى إلَّا مَعَ ظُهُورِ نُورٍ قُدَّامَهُ فَكَذَلِكَ نُورُ الْعَقْلِ لَا يَهْتَدِي إلَّا إذَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ شَمْسُ الرِّسَالَةِ. فَلِهَذَا كَانَ تَبْلِيغُ الدِّينِ مِنْ أَعْظَمِ فَرَائِضِ الْإِسْلَامِ.
108
عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَا تَعْجَلُوا بِحَمْدِ النَّاسِ وَلَا بِذَمِّهِمْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُعْجِبُكَ الْيَوْمَ وَيَسُوؤُكَ غَدًا، وَيَسُوؤُكَ الْيَوْمَ وَيُعْجِبُكَ غَدًا، وَإِنَّ الْعِبَادَ يُغَيَّرُونَ، وَاللهُ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاللهُ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ يَوْمَ يَأْتِيهِ مِنْ أُمِّ وَاحِدٍ فَرَشَتْ لَهُ فِي أَرْضِ فَيْءٍ، ثُمَّ قَامَتْ تَلْتَمِسُ فِرَاشَهُ بِيَدِهَا، فَإِنْ كَانَتْ لَدْغَةٌ كَانَتْ بِهَا، وَإِنْ كَانَتْ شَوْكَةٌ كَانَتْ بِهَا. أخرجه ابن أبي شيبة (١٩ / ١٦٣)
117

تابعنا

أحدث المنشورات