تدخلوا الجنة بسلام

عَنْ أَبِي يُوسُفْ عَبْدُ اَللَّهْ بْنْ سَلَامْ – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ – قَالَ لِمَا قَدَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اَلْمَدِينَةُ إنَّجَفَلَ اَلنَّاسُ قِبَلِهِ وَقِيلَ قَدْ قَدَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ثَلَاثًا قَالَ فَانْجَفلَتْ وَفِي رِوَايَةٍ فَذَهَبَتْ لِأَنْظُر إِلَيْهِ وَعَبْدْ اَللَّهِ بْنْ سَلَامٍ هُوَ حِبْرُ مِنْ أَحْبَارِ اَلْيَهُودِ وَسَيِّدْ مِنْ وِسَادَاتِهِمْ لَمْ يَكُنْ عَلَى اَلْإِسْلَامِ يَوْمئِذٍ قَالَ فَذَهَبَتْ لِأَنْظُر إِلَيْهِ قَالَ فَلَمَّا تَبَيَّنَتْ وَجْهَهُ وَفِي رِوَايَةَ فَلَمَّا اِسْتَنْبَتَتْ وَجْهَهُ وَفِي رِوَايَةَ فَلَمَّا اِسْتَبَنْتَ وَجْهُهُ وَفِي رِوَايَةَ وَجْهِ رَسُولِ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلِمَتْ أَنَّ وُجْهَةً لَيْسَ بِوَجْهٍ كَذَّابٍ فَأَوَّلِ مَا سُمِعَتْ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اَلْآنُ اَلنَّبِيَّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِتَوِّهِ وَصَلَ اَلْمَدِينَةَ اَلنَّاسَ اَنْجَفَلْوَا إِلَيْهِ اَلصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ اَلْمُسْلِمُ وَغَيْرِ اَلْمُسْلِمِ اَلنَّاسِ حَوَّلَهُ مَاذَا قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فِي هَذَا اَلْمَوْطِنِ فِي اَلْهِجْرَةِ اَلنَّبَوِيَّةِ قَالَ يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ أَفْشَوْا اَلسَّلَامُ وَأَطْعَمُوا اَلطَّعَامَ وَصَلُوا اَلْأَرْحَامُ وَقَوَّمُوا بِاللَّيْلِ أَوْ وَصَلُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسِ نِيَامِ تَدَخُّلَ اَلْجَنَّةِ بِسَلَامِ أَخْرَجَهُ أَحْمَدْ وَاَلتِّرْمِذِي وَالْحَاكِمِ وَصَحَّحَهُ هَذَا اَلْحَدِيثِ مِنْ أَوَّلِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا لِلْمَدِينَةِ يَسْمَعُهُ اَلْكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ اَلنَّاسُ بِشَوْقِ لِسَمَاعِ كَلَامِهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرُؤْيَةُ وَجْهِهِ اَلْكَرِيمِ أَوْصَى بِهَذِهِ اَلْوَصَايَا اَلْعَظِيمِ أَرْبَعَ وَصَايَا أَرْبَعِ وَصَايَا ثَلَاثٍ مِنْهُنَّ فِي حُقُوقِ اَلْآدَمِيِّينَ فِي حُقُوقِ اَلْآدَمِيِّينَ اَلرَّابِعَةِ فِي حَقِّ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَهَذَا يُبَيِّنُ لَكَ أَخِي اَلْمُسْلِمِ أَنَّ دِينَ اَلْإِسْلَامِ مَبْنِيٍّ عَلَى ذُلِّ عِبَادَةِ وَحُسْنِ مُعَامَلَةٍ عَلَى إِحْسَانْ إِحْسَانْ لِلْخَالِقِ وَإِحْسَانٍ لِلْخَلْقِ كَثِيرٍ مِنْ اَلْأَحْكَامِ اَلشَّرْعِيَّةِ إِنَّمَا غَايَتُهَا وَالْحِكْمَةُ مِنْ تَشْرِيعِهَا اَلْإِحْسَانِ لِإِخْوَانِكَ اَلْمُسْلِمِينَ اَلْوَصِيَّةَ اَلْأُولَى أَفْشَوْا اَلسَّلَامُ إِفْشَاءَ اَلسَّلَامِ اَلسَّلَامِ اِسْمَ مِنْ أَسْمَاءِ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – تَحِيَّةُ أَهْلِ اَلْإِسْلَامِ اَلسَّلَامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ أَنْتَ تَدْعُو لِأَخِيكَ اَلْمُسْلِمِ أَنَّ اَللَّهَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَتَدْعُو لَهُ بِأَنْ تَتَنَزَّلَ عَلَيْهِ رَحْمَةُ اَللَّهِ وَتَدْعُو لَهُ أَنْ تَغْمُرَهُ بَرَكَاتْ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – دُعَاءُ عَظِيمٌ هَذَا اَلسَّلَامِ لَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ عِنْدَ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – إِفْشَاءُ اَلسَّلَامِ سَبَبَ مِنْ تَآلُفِ اَلْمُسْلِمِينَ وَتَحَابُّهُمْ فِي صَحِيحٍ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ اَلْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ – قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةُ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تُحَابُوا إِلَّا وَأَوَّلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشَوْا اَلسَّلَامُ بَيْنَكُمْ اُنْظُرْ كَيْفَ رَبَطَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ هَذِهِ اَلْعِبَادَةِ اَلْيَسِيرَةِ إِفْشَاءَ اَلسَّلَامِ اَلَّتِي رُبَّمَا لَا يَعْبَأُ بِهَا كَثِيرٌ مِنْ اَلنَّاسِ رَبْطَهَا بِقَضِيَّةِ اَلْإِيمَانِ وَدُخُولِ اَلْجَنَّةِ اَلسَّلَامُ مِنْ خَيْرِ خِصَالِ اَلْإِسْلَامِ جَاءَ فِي اَلْحَدِيثِ فِي اَلْبُخَارِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي اَلْخَيْرْ عَنْ عَبْدِ اَللَّهْ اِبْنْ عَمْرُو اِبْنْ اَلْعَاصْ – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّ خِصَالِ اَلْإِسْلَامِ خَيْر ؟ أَيُّ خِصَالِ اَلْإِسْلَامِ خَيْر ؟ لَكَ أَنْ تَتَوَقَّعَ اَلْجَوَابَ مَا هُوَ اَلْجَوَابُ ؟ أَيُّ خِصَالِ اَلْإِسْلَامِ خَيْر ؟ قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُطْعِمُ اَلطَّعَامَ وَتَقْرَأُ اَلسَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفَتْ وَمِنْ لَمْ تَعْرِفْ هَذَا اَلْكَلَامِ جَوَابَ لِأَيِّ سُؤَالٍ ؟ أَيْ اَلْإِسْلَامِ خَيْر ؟ عِبَادَاتٌ يَسِيرَةٌ لَكِنَّ لَكِنْ لَهَا قَدْرًا عِنْدَ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – اَلسَّلَامُ بَذْلَ اَلسَّلَامِ مِنْ حَقِّ أَخِيكَ اَلْمُسْلِمِ هُوَ حَقُّ لَهُ حَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تَسَلَّمَ عَلَيْهِ جَاءَ فِي صَحِيحٍ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ اَلْعَلَاءْ اِبْنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنْ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ – قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِت وَذَكَرَ مِنْهَا إِذَا لَقِيَتْهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ هَذِهِ اَلْعِبَادَةِ اَلسَّلَامُ وَإِفْشَاءُ اَلسَّلَامِ أَجْرَهَا عَظِيمٌ وَالْعَمَلُ يَسِيرُ فِيهَا جَاءَ فِي اَلْحَدِيثِ عِنْدَ اَلْإِمَامْ أَحْمَدْ اَلتِّرْمِذِي وَأَبِي دَاوُودْ وَالنِّسَائِيُّ وَسَنَدِهِ قَوِيٍّ عَنْ أَبِي رَجَاءً اَلْعَطَارِدِي عَنْ عِمْرَانْ اِبْنْ اَلْحُصَيْنْ – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ – قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَرْدٌ عَلَيْهِ وَقَالَ اِجْلِسْ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَ وَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ فَرْد عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ اِجْلِسْ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرُونَ جَاءَ ثَالِثٌ فَقَالَ اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ فَرْد – عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ – ثُمَّ قَالَ اِجْلِسْ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثُونَ ثَلَاثُونَ مِنْ اَلْأَجْرِ بِهَذِهِ اَلْكَلِمَاتِ اَلْيَسِيرَةِ فَاحْرِصُوا يَا عِبَادُ اَللَّهِ عَلَى هَذِهِ اَلْعِبَادَةِ اَلْعَظِيمَةِ اَلَّتِي يُحِبُّهَا اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – كَمَا سَمِعْتُمْ فِي هَذِهِ اَلنُّصُوصِ اَلْوَصِيَّةِ اَلثَّانِيَةِ مِنْ وَصَايَا رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا قَدَّمَ لِلْمَدِينَةِ أَطْعَمُوا اَلطَّعَامُ إِطْعَامَ اَلطَّعَامِ فِيهِ إِحْسَانْ لِلْخَلْقِ يَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي صِفَةِ أَوْلِيَائِهِ وَأَهْلُ اَلْجَنَّةِ مِنْ اَلْإِبَرِ قَالَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَيُطْعِمُونَ اَلطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ قِيلَ عَلَى حُبِّهِ اَلظَّمِيرْ يَعُودَ عَلَى حُبِّ اَللَّهِ وَقِيلَ عَلَى حُبِّهِ يَعْنِي هَذَا اَلطَّعَامِ اَلَّذِي أَخْرَجُوهُ لَيْسَ زَائِدًا عَنْ حَاجَتِهِمْ أَوْ مَا يَتَبَقَّى مِنْ اَلطَّعَامِ لَا عَلَى حُبِّهِ يُحِبُّونَ هَذَا اَلطَّعَامِ وَمَعَ ذَلِكَ يَبْذُلُونَهُ لِلَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا لِأَنَّ هَؤُلَاءِ اَلْأَوْلِيَاءِ يَعْرِفُونَ أَنَّهَا عِبَادَةٌ يُحِبُّهَا اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – لَا سِيَّمَا فِي وَقْتِ اَلْحَاجَةِ قَالَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَعْنِي مَجَاعَةَ إِطْعَامِ اَلطَّعَامِ وَإِكْرَامِ اَلضَّيْفِ دَلِيل عَلَى كَمَالِ اَلْإِيمَانِ جَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ – مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ كَمَا فِي اَلصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ اَلْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارُهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ اَلْآخِرِ فَلِيُكْرَم ضَيْفهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ اَلْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت اَلْوَصِيَّةَ اَلثَّالِثَةَ مِنْ وَصَايَا هَذَا اَلْحَدِيثِ اَلْعَظِيمِ وَهَذِهِ اَلْخُطْبَةُ اَلَّتِي خَطَبَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ مَا قَدَّمَ لِلْمَدِينَةِ وَصَلُوا اَلْأَرْحَامُ صِلَةَ اَلْأَرْحَامِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَقُولَ وَاتَّقَوْا اَللَّهَ اَلَّذِي تْسَاءلُونْ بِهِ وَالْأَرْحَامِ يَعْنِي وَاتَّقَوْا اَلْأَرْحَامَ أَنَّ تَقَطَّعُوهَا خَافُوا مِنْ اَلْأَرْحَامِ أَنْ تَقْطَعُوهَا وَجَاءَ فِي اَلْحَدِيثِ أَنَّ اَلرَّحِمَ قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْ اَللَّهِ فَقَالَتْ هَذَا مَقَامُ اَلْعَائِذْ بِكَ مِنْ أَلْقَ هَذَا مَقَامُ اَلْعَائِذْ بِكَ مِنْ اَلْقَطِيعَةِ قَالَ أَمَّا تَرْضَيْنَ أَنَّ أَصْلَ مِنْ وَصْلِكَ وَانْ اِقْطَعْ مِنْ قَطَعَكَ وَيَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فَهَلْ عَسَيْتُمْ أَنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي اَلْأَرْضِ وَتَقْطَعُوا أَرْحَامُكُمْ أُولَئِكَ اَلَّذِينَ لَعَنَهُمْ اَللَّهُ فَاصَمْهَمْ وَأَعْمَى إِبْصَارُهُمْ آيَاتٍ مُخِيفَةً فِي مَسْأَلَةِ اَلرَّحِمِ وَأَحَادِيثَ مُخِيفَةٍ فَالرَّحِمَ لَهَا قَدْرٌ عِنْدَ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَالرَّحِمُ كُلٌّ مِنْ اِجْتَمَعْتُ أَنْتَ وَإِيَّاهُ وَإِنْ عَلَا مِنْ جِهَةِ اَلْأَبِ أَوْ مِنْ جِهَةِ اَلْأُمِّ جَاءَ فِي اَلصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ اَلزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسْ – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ – قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ – .صلى الله عليه وسلم- من سره وفي لفظ من احب ان يبسط له في رزقه وَإِنْ يَنْسَأ لَهُ فِي أَثَرِهِ -يَعْنِي يُؤَخِّرُ فِي عُمْرِهِ يَزْدَادُ عُمْرُهُ- فَلِيُصَلَّ رَحِمَهُ صِلَةَ اَلرَّحِمِ بِرْكَةً عَلَيْكَ فِي مَا لَكَ وَفِي عُمْرِكَ هَذِهِ ثَلَاثُ وَصَايَا كُلَّهَا فِي اَلْإِحْسَانِ لِلْخَلْقِ اَلْوَصِيَّةَ اَلرَّابِعَةَ وَصَلُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسِ نِيَامِ شَرَف عَظِيمٍ أَنْ يَخْتَارَكَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَيْصْ مِنْ خَلَائِقَ كَثُرَ وَيُقَيَّمَكَ بَيْنَ يَدَيْ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – تَرْجُو تَدْعُو قَائِمًا تُصَلِّي تَقْرَأُ كَلَامَهُ تَسْجُدُ تَبْكِي بَيْنَ يَدَيْهِ تَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ هَذَا فَضْلْ عَظِيمٍ شَرَفِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَقُولَ عَنْ أَهْلٍ عَنْ أَوْلِيَائِهِ تَتَجَافَى جَنُوبَهُمْ تَتَبَاعَدُ جَنُوبَهُمْ عَنْ اَلْمَضَاجِعِ عَنْ فَرْشِهِمْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ يَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا وَقَالَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي اَلثَّنَاءِ عَلَى عَبَّادِ اَلرَّحْمَنِ قَالَ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا لِطُولِ قِيَامِهِمْ شَبَّهُوا بِالْمَبِيتِ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَقَالَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ إِذَا وَفَّقَتْ لِهَذِهِ اَلْعِبَادَةِ فَهَذَا شَرَفٌ عَظِيمٌ كَمَا قَالَ جِبْرِيلْ – عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ – لِنَبِيِّنَا – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ اَلْمُؤَمَّنِ قِيَامَهُ بِاللَّيْلِ أَنَا لَنَا اَللَّهُ وَإِيَّاكُمْ هَذَا اَلشَّرَفِ اَلْعَظِيمِ وَجَعْلِنَا مِمَّنْ يَقُومُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ يَرْجُونَهُ وَيَخَافُونَهُ أَنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرَ عَلَيْهِ

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *