يا عبد الله ألا تتعجب من كثرة الآيات التي يذكرنا الله سبحانه وتعالى فيها بأصل خلق الإنسان.
الله جل جلاله لنا في القرآن في آيات كثيرة مما خلق هذا المخلوق
قال الله سبحانه وتعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ
يقول الله سبحانه وتعالى: فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ لزج، يتلاصق، يلصق بعضه ببعض.
قال الله وجل الله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون الصلصال: الطين اليابس الذي يصلصل، إذا ضرب خرجه منه صوتًا. حمأ: الطين الأسود. مسنون: المتغير المنتن.
قال الله: خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّار، الفخار: هو الصلصال اذا طبخ، قال الله (كالفخار) وليس هو.
قال الله سبحانه وتعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُون.
قال الله: وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير [فاطر: 11].
قال الله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ.
فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِق خُلِقَ مِن مَّاء دَافِق يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِب إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِر
خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِين يخاصم بين المخاصمة.
يقول الله سبحانه وتعالى: أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِين وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيم.
البشرية لم تكن شيئًا مذكورًا لم تكن شيئًا مذكورًا.
هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا. هذا سؤال لم يذكر جوابه لكن جوابه معروف: نعم، أتى على الإنسان دهر زمن وأزمان طويلة لم يكن شيئًا مذكورًا.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِين ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِين ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُون ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُون
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ذَٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِين ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّاء مَّهِين ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُون .
هذه الآيات الكثيرة التي يبين الله سبحانه وتعالى فيها خلق الإنسان مما خلق الإنسان من طين من تراب من ماء من نطفة، وهذه أطواره.
ما الحكمة من هذا؟ رسولنا الله عليه وسلم من سنته أنه كان يقرأ في فجر صلاة الفجر من يوم الجمعة سورة السجدة وهل أتى على الإنسان حين من الدهر؟ قالوا من الحكم: أن فيها تذكير لأصل الإنسان.
الله سبحانه وتعالى لا يريد منك أن تنسى أصلك، لماذا هذا التذكير؟
هذا التذكير يا عباد الله ليعلم العبد أنه فقير إلى الله وأنه ضعيف، لا يتكبر على عباد الله لا يتكبر على الله
إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى
إذا رأى الإنسان نفسه ذا عقل وذكاء وعلم…. تكبر، وبدأ يشكك في وجود الله، ويخاصم ويعترض على الله؛ لأن الله أعطاه شيئًا من العقل يستخدم هذه النعمة التي لو شاء الله سبحانه وتعالى لسلبها منه يستعملها في سخط الله.
الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن أعطاه الله مالاً تكبر، وظن بنفسه الظنون وهو مجرد نطفة.
قال أحد السلف: يا ابن ادم على رسلك على رسلك.
على رسل فإنك بالأمس نطفة، كيف يتكبر على الله ويعترض على الله؟
فِئام من الناس خرجوا يشككون في وجود الله! تخيل؟! يشكك في وجود الله.
هذا النطفة، نطفة خرج من صلب أبيه، مئآت بل آلاف، وربما ملايين الحيوانات المنوية، خرج منها، خرج منها
هذا الماء المهين، هو جزء لا يذكر منه، قدر الله أن يخرج وأن يخرج خلقا آخر، ويغزوه الله بنعمه ويتفضل عليه صباح مساء ثم يشكك بوجود الله!
ولذلك من أعظم علاجات من يدعي الإلحاد وإنكار وجود الله سبحانه أن يذكر بأصله يذكر بأصله أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِين وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً.
عنده اعتراضات عنده أسئلة عنده، أسئلة في وجود الله وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيم.
هؤلاء دواؤهم أن يذكروا بأصلهم.
تذكر….. يتذكر مثل هؤلاء أنه كان نطفة، وأنه لا يملك من أمره شيء، وأن الله سبحانه وتعالى هو المتفضل جل جلاله وحده المتفضل جل جلاله وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ من الله، من الله.
أرأيت أخي المسلم؟ من جعلك مسلما؟ الله. من جعلك مصليا؟ الله.
من جعلك تحضر في جماعات المسلمين؟ تحضر الصلاة؟ الله.
من أطعمك؟ من سقاك؟ الله.
من يملك السمع والبصر والأفئدة؟ من وهبك هذه الأشياء؟ هذه العين التي تبصر بها هل ذهبت واشتريتها؟ السمع هل أتى بجهدك وكدك؟ من الله سبحانه وتعالى.
وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ فيتذكر هذا الإنسان الذي يطغى، أصل خلقه، وأنه مخلوق من نطفة.
الله سبحانه وتعالى يريد منك أخي المسلم أن تتذكر هذا كثيرا لأنه ذكره في القرآن.
هذا العلم وهذا التذكر يقود بفضل الله سبحانه وتعالى الى أن تتواضع لله فتعبده وترجوه وتتذلل إليه وتخضع إليه، هذه المعرفة تقودك للتواضع لعباد الله عز وجل.
هذا الذي يرفع رأسه على الناس لم؟ لما ترفع رأسك على الناس؟ ما المبرر؟ ما السبب الذي يجعلك تتكبر؟ بالله عليك؟ لا لا شيء. لا يوجد شيء يدعو الإنسان للكبر، إذا تذكر أصله.
ولذلك الله سبحانه وتعالى يذكرنا بأصلنا في السياقات التي ينكر فيها فئام من الناس البعث، قال الله سبحانه وتعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ
ثم قال الله سبحانه وتعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ.
أخي المسلم تدبر أصل خلقك، وكيف أن الله سبحانه وتعالى جعلك من نطفة إلى علقة الى مضغة ثم جعلت هذه المضغة عظامًا ثم كسيت هذه العظام لحما ثم أنشئت خلقًا آخر.
هذه المعرفة ستقودك الى خير عظيم؛ لأن الله سبحانه بينها لنا وذكرها لنا في القرآن.