أَيُّهَا اَلْمُسْلِمُونَ مَا هِيَ إِلَّا أَيَّامٌ قَلَائِلَ وَنَسْتَقْبِلُ شَهْرًا عَظِيمًا فَاضِلاً شَرَفُهُ اَللَّهُ عَلَى سَائِرٍ عَلَى سَائِرٍ وَمَا أَشْبَهَ اَللَّيْلَةِ بِالْبَارِحَةِ وَالْيَوْمِ بِالْأَمْسِ كُنَّا نُوَدِّعُ قَبْلُ أَيَّامٌ قَلَائِلَ هَذَا اَلشَّهْرِ وَنَحْنُ اَلْيَوْمَ نَسْتَعِدُّ لِلِقَائِهِ وَالْمُؤْمِنِ لَهُ وَقْفَةٌ فِي مِثْلٍ هَذَا اَلْأَمْرِ سُرْعَةَ اَلْأَيَّامِ سُرْعَةً تَقْضِيهَا كَيْفَ تَجْرِي هَذِهِ اَلْأَيَّامِ جَرْيًا بِنَا إِلَى دَارِ اَلْآخِرَةِ فَاَللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بَيَّنَ ذَلِكَ فِي اَلْكِتَابِ فِي مُوَاطِنٍ كَثِيرَةٍ أَلَّا وَهُوَ وَقَضِيَّةِ سُرْعَةِ اَلْأَيَّامِ سُرْعَةَ اِنْقِضَائِهَا يَقُولُ اَللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فِي سُورَةِ طه وَيَوْمٍ يَنْفُخُ فِي اَلصُّوَرِ وَنُحْشَر اَلْمُجْرِمِينَ يَوْمئِذٍ زُرْقًا يَتَخَافَتُونَ بَيْنُهُمْ يَتَخَافَتُونَ اَلتَّهَافُتُ اَلْكَلَامُ اَلْخَفِيُّ مِنْ خَوْفِ وَنَحْوِهِ يَتَخَافَتُونَ بَيْنُهُمْ أَنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشَرَةٌ يَعْنِي عَشَرَةَ أَيَّامٍ مَكَثَكُمْ فِي اَلدُّنْيَا إِنَّمَا هُوَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ فَقَطْ ثُمَّ يَقُولُ اَللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- نَحْنُ أَعْلَم بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أُمَثِّلهُمْ طَرِيقَةَ اَلْكَامِلِ مِنْهُمْ وَالْعَاقِلُ مِنْهُمْ وَالْخَبِيرُ مِنْهُمْ إِذْ يَقُولُ أُمَثِّلهُمْ طَرِيقَ أَنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّ اَلدُّنْيَا هَذِهِ اَلَّتِي قَظِىْ فِيهَا مَا قَظِىْ مِنْ اَلْعُمْرِ يَوْمًا وَاحِدًا وَيَقُولُ اَللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فِي آخِرٍ سُورَةٍ اَلْمُؤْمِنُونْ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ؟ قَالُوا لِبَثِّنَا يَوْمٍ ثُمَّ يَسْتَدْرِكُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ يَوْم قَالُوا لِبَثِّنَا يَوْمِ فَكَأَنَّهُمْ تَكَاثَرُوا اَلْيَوْمُ ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَقُولُونَ أَوْ بَعْضِ يَوْمِ فَاسْأَلْ اَلْعَادِيِّينَ فَيَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – قَالَ إِنَّ لُبَّ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَيَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَيَوْم تَقُومُ اَلسَّاعَةُ يُقَسِّمُ اَلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرُ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يَؤْفَكُونْ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ اَلْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ هُمْ يَقُولُونَ لِمَ نَلْبَثُ إِلَّا سَاعَةً بِمَعْنَى أَنَّهَا لَمْ تَقُمْ عَلَيْنَا اَلْحُجَّةُ يَا اَللَّهُ وَهُمْ كِذْبَةٌ فِي ذَلِكَ لَكِنَّهُمْ يَرَوْنَهَا لِسُرْعَتِهَا وَسُرْعَةِ اِنْقِضَائِهَا كَانَهَا سَاعَةً وَيَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا اَلْعَشِيَّةَ مِنْ زَوَالِ اَلشَّمْسِ مِنْ وَقْتِ صَلَاةِ اَلظُّهْرِ إِلَى غُرُوبِ اَلشَّمْسِ أَوْ ضُحَاهَا يَعْنِي مِنْ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ إِلَى اِنْتِصَافِ اَلنَّهَارِ هَكَذَا تَخَيُّلُ تَخَيُّلِ لَهُمْ اَلدُّنْيَا وَاعْتَبَرَ ذَلِكَ إِيهْ اَلْمُسْلِمِ أَيُّهَا اَلْمُوَفِّقِ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمْرِكَ مِنْ اِنْقَضَى مِنْهُ عِشْرُونَ سَنَةً أَوْ ثَلَاثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ أَوْ خَمْسُونَ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَقَلَّ اِعْتَبَرَهَا مَا اَلَّذِي بَقِيَ مِنْهَا ؟ مَا اَلَّذِي تَتَذَكَّرُهُ فِيهَا ؟ مَا مَضَى مِنْ حَيَاتِكَ فِي نِصْفِ سَاعَةٍ تَقُصُّهُ لِأَبْنَائِكَ وَجُلَسَائِكَ قَدْ تَقُصُّهُ فِي سَاعَةِ أَوْ سَاعَتَيْنِ فَهَكَذَا اَلدُّنْيَا سَرِيعَةً أَيَّامُهَا وَلَيَالِيهَا هَذِهِ اَلْحَقِيقَةِ يَشْتَرِكُ فِي مَعْرِفَةِ اَلْمُؤَمَّنِ وَالْكَافِرِ اَلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ اَلصَّالِحِ وَالطَّالِحِ لَكِنَّ اَلْمُؤَمَّنَ اَلصَّالِحَ اَلْمُوَفِّقَ يُعْتَبَرُ هَذَا فِي إِصْلَاحِ عَمَلِهِ طَالَمَا أَنَّ اَلدُّنْيَا سَرِيعَةٌ اَلزَّوَالِ سَرِيعَةً اَلِانْقِضَاءِ فِي هَذِهِ اَلْأَيَّامِ أَعْمَالاً أُسَرِ بِهَا عِنْدَ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَأَمَّا غَيْرهُ مِنْ اَلنَّاسِ غَيْرِ اَلْمُوَفَّقِ وَغَيْرِ اَلصَّالِحِ نَعَمْ يَقُولُ هَذَا اَلْكَلَامِ أَنَّ اَلدُّنْيَا تَجْرِي وَسَرِيعَةٌ لَكِنْ هَلْ يُؤَثِّرُ ذَلِكَ فِي عَمَلِهِ فِي إِقْبَالِهِ عَلَى اَلْجَوَابِ لَا وَإِنَّمَا يَتَأَمَّلُ وَلَا يُوجَدُ نَتِيجَةٍ لِهَذَا اَلتَّأَمُّلِ وَلِذَلِكَ اَلْعَلَمِ وَحْدَهُ يَا إِخْوَةً لَا يَكْفِي اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَقُولَ عَنْ إِبْلِيسِ عَنْ اَلشَّيْطَانِ أَنَّ اَلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاِتَّخَذَ كَثِيرٌ مِنْ اَلنَّاسِ يَعْرِفُ أَنَّ اَلشَّيْطَانَ عَدُو وَعَدُو مُبَيَّنٍ لَكِنَّهُ لَا يَتَّخِذُهُ لَا يَتَّخِذُهُ عَدُوًّا فَهَذِهِ أَعْنِي سُرْعَةُ اِنْقِضَاءِ اَلْأَيَّامِ فِيهَا عِبْرَةٌ لِأَهْلِ اَلْإِيمَانِ مَعَاشِرُ اَلْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ أَيَّامٍ قَلَائِلَ هَذَا اَلشَّهْرِ اَلْكَرِيمِ اَلْمُبَارَكِ اَلْفَاضِلِ اَلَّذِي اِخْتَصَّهُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بِخَصَائِص كَثِيرَةٍ كَيْفَ يَسْتَقْبِلُهُ أَهْلُ اَلْإِيمَانِ ؟ كَيْفَ يَسْتَقْبِلُهُ أَهْلُ اَلصَّلَاحِ ؟ كَيْفَ يَسْتَقْبِلُهُ اَلْمُوَفَّقُونَ ؟ كَيْفَ يَسْتَقْبِلُ اَلَّذِينَ يَرْجُونَ مَا عِنْدَ اَللَّهِ مِنْ فَضْلٍ عَظِيمٍ اَلْجَزَاءِ يَسْتَقْبِلُهُ يَا عِبَادُ اَللَّهِ أَهْلَ اَلْإِيمَانِ وَأَهْلِ اَلْإِسْلَامِ يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالْفَرَحِ نَعِمَ يَفْرَحُونَ أَنَّ اَللَّهَ جَلَّ جَلَالُ مَدٍّ فِي أَعْمَارِهِمْ حَتَّى بَلَغَهُمْ مَوَاسِمَ اَلْخَيْرِ فَالْيَوْمِ اَلْوَاحِدُ لِلْمُؤَمَّنِ يَقْضِيهُ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا هُوَ خَيْرُ لَهُ لِمَاذَا ؟ لِأَنَّ اَلْمُؤَمَّنَ يَقْضِي أَيَّامَهُ بِأَيِّ شَيْءٍ يَقْضِيهَا بِالتَّوْحِيدِ بِالْإِيمَانِ بِالصَّلَاةِ بِالْقُرْبِ مِنْ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – حَتَّى وَإِنْ وَقَعَ مِنْهُ شَيْءِ مِنْ اَلتَّقْصِيرِ وَالْغَفْلَةِ وَالْمَعَاصِي إِلَّا أَنَّهُ يَمْلَأُ هَذِهِ اَلْأَيَّامِ بِالْأَعْمَالِ اَلطَّيِّبَةِ أَتَظُنُّ قَوْلَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ يَسِيرُ عِنْدَ اَللَّهِ أَتَظُنُّ قَوْلَكَ اَلْحَمْدَ يَسِيرَةً عِنْدَ اَللَّهِ أَتَظُنُّ تَسْبِيحَةً أَوْ تَحْمِيدَةٍ أَوْ تَهْلِيلَةٍ أَوْ صَلَاةِ أَوْ عَمَلِ صَالِحٍ تَعْمَلُهُ تَعْمَلُهُ لِلَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – يَسِيرَ عِنْدَ اَللَّهِ بَلْ هُوَ وَاَللَّهُ عَظِيمٌ وَأَجْرُهُ كَبِيرٌ فَالْمُؤْمِنُ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا خَيْرًا نَفْرَحُ بِأَنْ نُبَلِّغَ وَانْ يُبْلِغُنَا اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – مَوَاسِم اَلْخَيْرِ وَنَحْنُ عَلَى اَلْإِسْلَامِ وَنَحْنُ عَلَى اَلْإِيمَانِ وَنَحْنُ نَشْهَدُ لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلِنَبِيِّهِ بِالرِّسَالَةِ وَنَحْنُ نَخْتَلِفُ إِلَى هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ نَرْجُو مَا عِنْدَ اَللَّهِ نَفْرَحُ بِأَنَّ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بَلَغَنَا هَذَا اَلْمَوْسِمِ اَلَّذِي يَفْتَحُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِيهِ أَبْوَابُ اَلْجَنَانِ وَأَبْوَابِ اَلسَّمَاءِ وَيُغْلِقُ فِيهِ أَبْوَابُ اَلنَّارِ وَتُصَفَّدُ فِيهِ وَنَرْجُو مِنْ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فَضْلاً عَظِيمًا وَأَجْرًا كَرِيمًا فَاَللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ فَظَلَّهُ عَظِيمٌ فَاسْأَلُوا اَللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّ فَظَلَّ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – لَا يَقَادِرْ قَدْرُهُ فَنَسْأَلُ اَللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ مِنْ فَضْلِهِ اَلْعَظِيمِ يَسْتَقْبِلُ أَهْلَ اَلْإِيمَانِ وَأَهْلِ اَلْإِسْلَامِ هَذَا اَلشَّهْرِ اَلْعَظِيمِ يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالدُّعَاءِ وَالضَّرَاعَةِ إِلَى اَللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنْ يُعَيِّنَهُمْ فِيهِ عَلَى اَلصِّيَامِ وَالْقِيَامِ عَلَى قِرَاءَةِ اَلْقُرْآنِ عَلَى ذِكْرِ اَللَّهِ عَلَى شُكْرِهِ عَلَى حُسْنِ عِبَادَتِهِ اِعْلَمْ أَخِي اَلْمُوَفِّقَ أَنَّ أَعْظَمَ مَا تَدْعُو اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَوْ أَعْظَمَ تَطْلُبُ مِنْ اَللَّهِ مَا طَلَبَهُ اَللَّهُ مِنْكَ لَقَدْ طَلَبَ اَللَّهُ مِنْكَ اَلْعِبَادَةُ طَلَبَ مِنْكَ اَلْهِدَايَةُ أَعْظَمَ مَا تَسْأَلُ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَنْ تَسْأَلَهُ اَلْعِبَادَةُ وَأَنْ تَسْأَلَهُ أَنْ يَهْدِيَكَ إِلَى هَذَا وَهَذَا اَلْعَمَلُ اَلصَّالِحُ
فَأَلْهَجُ إِلَى اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بِالدُّعَاءِ أَنْ يُعِينَكَ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ وَفِيمَا تَسْتَقْبِلُ مِنْ عُمْرِكَ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ فَإِنَّ اَلنَّبِيَّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عِلْمُنَا ذَلِكَ وَأَدَبِنَا بِذَلِكَ فَنَحْنُ إِذَا فَرَغْنَا مِنْ صِلَاتِنَا نَقُولُ اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ وَاعْلَمْ أَيُّهَا اَلْمُؤَمَّنُ اَلْمُوَفِّقُ أَنَّ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – قَرِيب قَرِيبٍ مِنْكَ يُجِيبُ دَعْوَتَكَ قَالَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَإِذَا سَأَلَكَ عَبَّادِي عَنِّي فَانِي قَرِيبٍ فَانِي قَرِيبٍ أُجِيبُ دَعْوَةُ اَلدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلِيَسْتَجِيبُوا لِي وَلِيُؤْمَنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يُرْشِدُونَ عِبَادُ اَللَّهِ أَهْلَ اَلْإِيمَانِ يَسْتَقْبِلُ هَذَا اَلشَّهْرِ اَلْكَرِيمِ اَلْفَاضِلِ يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – هُمْ يَشْعُرُونَ بِالتَّقْصِيرِ فِي حَقِّ اَللَّهِ مَهْمَا عَمِلُوا مِنْ أَعْمَالِ مُهِمًّا تُصَدِّقُوا مَهْمَا بَذَلُوا مَهْمَا قَامُوا مَهْمَا فَعَلُوا مِمَّا يَأْمُرُهُمْ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بِهِ إِلَّا أَنَّهُمْ يَشْعُرُونَ بِتَقْصِيرِ وَاَلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا أَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ سَأَلَتْ عَائِشَة رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ يَا رَسُولُ اَللَّهِ أَهَمَّ اَلَّذِينَ يَسْرِقُونَ ؟ وَيَزِنُونَ وَيَخَافُونَ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ قَالَ لَا يَا اِبْنَةُ اَلصَّدِيقِ هُمْ اَلَّذِينَ يَصِلُونَ وَيَصُومُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَيَخْشَوْنَ وَيَخَافُونَ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ يَسْتَقْبِلُ اَلْمُسْلِمُ هَذَا اَلشَّهْرِ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فَهُوَ يَشْعُرُ بِتَقْصِيرِهِ فِي حَقِّ اَللَّهِ وَاَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – دَعَا أَهْلَ اَلْإِيمَانِ إِلَى اَلتَّوْبَةِ يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اَللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا وَيَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَتُوبُوا إِلَى اَللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ طَرِيقُ اَلْفَلَّاحِ هُوَ طَرِيقُ اَلتَّوْبَةِ أَنْ تَتُوبَ إِلَى اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – تَحَدَّثَ تَوْبَةً لِلَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فِي كُلِّ أَحْوَالِكَ فِي كُلِّ أَيَّامِكَ وَظِيفَةَ اَلْعُمْرِ اَلتَّوْبَةِ إِلَى اَللَّهِ رَسُولَنَا – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ يَتُوبُ إِلَى اَللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَيَسْتَغْفِرُهُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَمَرَ نَبِيُّهُ فِي آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ اَلْعَزِيزِ بِالِاسْتِغْفَارِ قَالَ اَللَّهُ وَاسْتَغْفَرَ لِذَنْبِكَ يَقُولُ اَلْحَافِظْ اِبْنْ كُثَيِّرْ هَذَا تَهْيِيجٌ لِلْأُمَّةِ عَلَى اَلِاسْتِغْفَارِ إِذَا كَانَ نَبِيُّكُمْ يَا عِبَادُ اَللَّهِ مُحَمَّدْ بْنْ عَبْدِ اَللَّهْ خَيْرَ اَلْخُلُقِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَقُولَ وَاسْتَغْفَرَ لِذَنْبِكَ فَمًا بَالنَا نَحْنُ أَيُّهَا اَلْمُقَصِّرُونَ اَلْمُذْنِبُونَ نَحْنُ بِأَمَسّ اَلْحَاجَةِ إِلَى اَلتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ نَسْتَقْبِلُ هَذَا اِشْتَهَرَ بِالتَّوْبَةِ يَتُوبُ اَلْإِنْسَانُ مِنْ تَقْصِيرِهِ فِي حَقِّ اَللَّهِ فِي اَلْوَاجِبَاتِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَمْرُنَا بِأَوَامِرَ كَثِيرَةٍ رُبَّمَا نَأْتِي بَعْظَا وَنَتْرُكُ بَعْظَا وَمَا نَأْتِيهُ مِنْ هَذِهِ اَلْأَعْمَالِ يَتَخَلَّلُهُ نَقْصٌ فَنَتُوب إِلَى اَللَّهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ مِنْ تَقْصِيرٍ فِي اَلْوَاجِبَاتِ نَسْتَغْفِرُ اَللَّهُ مِنْ اَلْوَلُوءْ وَالْوَلُودِ فِي اَلْمُحَرَّمَاتِ مَنْ كَانَ لَوَّثَ مَا لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ اَلرِّبَا يَسْتَغْفِرُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَيَتَطَهَّرَ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ هَذَا اَلشَّهْرِ مَنْ كَانَ قَدْ تُلَوِّثُ بِعُقُوقِ وَقَطِيعَةِ رَحِمٍ يَتَطَهَّرُ مِنْ هَذَا اَلذَّنْبِ وَيَنْصَرِفُ عَنْهُ وَيُعْلِنُ تَوْبَةً إِلَى اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَتَفَقَّدَ اَلْمُسْلِمُ نَفْسُهُ قَبْلَ هَذَا اَلشَّهْرِ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – حَتَّى يَدْخُلَ لِهَذَا اَلشَّهْرِ نَقِيًّا طَاهِرًا مِنْ اَلذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي فَيُوَفَّقْهُ اَللَّهُ إِلَى اَلتَّرَقِّي فِي اَلْكَمَالَاتِ وَفِي اَلْفَضَائِلِ وَفِي اَلْمَكَارِمِ وَفِي اَلدَّرَجَاتِ عِنْدَ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – مِمَّا يَسْتَقْبِلُ أَهْلَ اَلْإِيمَانِ هَذَا اَلشَّهْرِ بِهِ اَلنِّيَّةُ اَلطَّيِّبَةُ اَلْعَزِيمَةُ اَلصَّادِقَةُ عَلَى فِعْلِ اَلْخَيْرِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ ثَبَتَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ فِي اَلصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ مِنْ هَمٍّ بِحَسَنَةِ فَعَمَلهَا كَتَبَتْ لَهُ عَشْرِ حَسَنَاتٍ وَمِنْ هَمٍّ بِحَسَنَةِ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَتْ لَهُ حَسَنَةً كَانَتْ عِنْدَهُ نِيَّةٌ طَيِّبَةٌ عِنْدَهُ نِيَّةٌ طَيِّبَةٌ أَنَّهُ يَخْتِمُ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ عَشَر خَامَاتِ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ كَانَ عِنْدَهُ نِيَّةٌ طَيِّبَةٌ أَنَّهُ يَتَصَدَّقُ فِي اَلْيَوْمِ بِأَلْف بِأَلْفَيْنِ بِأَقَلّ بِأَكْثَر مِنْ ذَلِكَ كَانَ كَانَتْ عِنْدَهُ نِيَّةُ أَنَّهُ اَللَّيْلُ كَانَتْ عِنْدَهُ نِيَّةٌ طَيِّبَةٌ أَنَّهُ يَصِلُ رَحِمَهُ كَانَتْ عِنْدَهُ نِيَّةٌ طَيِّبَةٌ أَنَّهُ يَتَفَقَّدُ اَلْفُقَرَاءُ وَيَذْهَبُ إِلَى مَسَاكِنِهِمْ وَيَرْعَاهُمْ وَيَكْفُلُ يَتِيمًا هَذِهِ اَلنِّيَّةِ اَلطَّيِّبَةِ لَوْ حَالِكٍ حَال بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا أَيْ أَمْرِ وَأَنْتَ عَازِمٌ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَكْتُبَ لَكَ يَكْتُبُ لَكَ فَالنِّيَّةِ يَا عِبَادُ اَللَّهِ تِجَارَةَ اَلْعُلَمَاءِ تِجَارَةَ اَلْمُوَفَّقِينَ مَعَ اَللَّهِ يَنْوِي اَلْإِنْسَانُ نِيَّةً طَيِّبَةً اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – قَدْ يَرْفَعُكَ دَرَجَاتٍ عَظِيمَةً بِهَذِهِ اَلنِّيَّةِ وَهَذَا اَلْأَمْرُ اَلشَّوَاهِدَ عَلَيْهِ فِي اَلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَثِيرَةٌ جِدًّا وَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَنَسْ فِي صَحِيحٍ اَلْبُخَارِي وَهُوَ حَدِيثٌ عَجِيبٌ اَلنَّبِيِّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِمَا خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ غَزْوَةَ تَبُوكَ اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَعْلَمَ اَلصَّحَابَةُ أَيْنَ سَيَذْهَبُ ؟ لِأَنَّ اَلْمَسَافَةَ بَعِيدَةٌ وَكَانَتْ أَيَّامُ حَرَارَةٍ شَدِيدَةٍ فِي غَيْرِهَا مِنْ اَلْغَزَوَاتِ مَا كَانَ يَعْلَمُ اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – خَشْيَةَ أَنْ يَصِلَ خَبَرُهُ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِأَعْدَائِهِ إِلَّا فِي تَبُوكَ لَانَ اَلْمَشَقَّةَ بَعِيدَةٌ وَالْمَسَافَةُ طَوِيلَةٌ فَخَرَجَ مِنْ خَرَجَ مِنْ اَلصَّحَابَةِ وَتَخَلَّفَ مِنْ تَخَلُّفِ مِنْ بَعْضِ اَلصَّحَابَةِ وَتَخَلَّفَ أَهْلُ اَلنِّفَاقِ لِمَا خَرَجَ اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَقَاتِلٌ وَجَاهَدَ هُوَ وَمِنْ مَعَهُ مِنْ صَحَابَتِهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْ لِمَا رَجَعُوا إِلَى اَلْمَدِينَةِ وَرَأَوْا بُيُوتَهَا رَأَوْا بُيُوتُ اَلْمَدِينَةِ قَالَ اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّ فِي اَلْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مُسَيِّرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ شَارَكُوكُمْ فِي اَلْأَجْرِ حَتَّى اَلصَّحَابَةِ تَعَجَّبُوا قَالُوا يَا رَسُولُ اَللَّهِ وَهُمْ فِي اَلْمَدِينَةِ يَعْنِي ظَنَّ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ إِنْ هَؤُلَاءِ كَانُوا مَعَهُمْ اَلْمَلَائِكَةُ تَحَمُّلَهُمْ لَهُمْ كَرَامَةُ مَا كَانُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ تَصَوَّرُوا هَذَا قَالُوا وَهُمْ فِي اَلْمَدِينَةِ يَا رَسُولُ اَللَّهِ تَأْكِيد لِلْمَوْضُوعِ يَعْنِي لَا لَمَّ مِنْ اَلْمَدِينَةِ قَالَ وَهُمْ فِي اَلْمَدِينَةِ حَبْسَهُمْ اَلْعُذْرَ حَال بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اَلْعَمَلِ اَلصَّالِحِ شَغَلَ مِنْ اَلْمَشَاغِلِ مَشَاغِلَ اَلدُّنْيَا أَوْ عُذْرِ مِنْ أَعْذَارِهَا وَأَعْذَارِهَا كَثِيرَةٌ لَكِنَّ نِيَّتَهُمْ صَادِقَةً اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – كَتَبَ لَهُمْ أَجْرُ اَلْجِهَادِ أَجْرَ جِهَادٍ مَعَ مُحَمَّدْ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي غَزْوَةٍ مِنْ أَشَقَّ اَلْغَزَوَاتِ فَفْظَلْ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَاسِع أَنْتَ أَخِي اَلْمُسْلِمَ أَيُّهَا اَلْمُوَفِّقِ لَا تَتَعَامَلُ مَعَ بَشَرٍ رُبَّمَا بُخْلٌ عَلَيْكَ قَصْرٌ فِي حَقِّكَ لَمْ يُوَفَّكَ أَجْركَ لَا تَتَعَامَلُ مَعَكَ أَكْرَمَ اَلْأَكْرَمِينَ وَأَجْوَد اَلْاَجْوَدِينْ يَدُهُ مَلْأَى سَحَاءْ اَللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَا تَغِيظُهُ لَا تَغِيظُهَا نَفَقَةٌ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فَأَنْوِي اَلْخَيْرَ فَإِنَّكَ لَا تَزَالُ بِخَيْرِ مَا نَوَيْتُ اَلْخَيْرُ يَسْتَقْبِلُ أَهْلَ اَلْإِيمَانِ هَذَا اَلشَّهْرِ اَلْعَظِيمِ حِرْصٌ عَلَى اَلْفَرَائِضِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَى عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا اَفَتَرْظَتَهْ عَلَيْهِ اَلْفَرَائِظْ اَلصَّلَوَاتِ كُلِّهَا عَظِيمَةٌ عِنْدَ اَللَّهِ اَلْفَجْرِ اَلظُّهْرِ اَلْعَصْرِ اَلْمَغْرِبِ اَلْعَشَاءِ عَظْمَهَا يَا عَبْدُ اَللَّهْ فَهِيَ مُعَظِّمَةٌ عِنْدَ اَللَّهِ اَللَّهِ عِظَمَ اَلصَّلَاةِ فِي اَلْقُرْآنِ اِقْرَأْ اَلْقُرْآنَ وَتَتَبَّعَ اَلْمُوَاطِنُ اَلَّتِي ذَكَرَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِيهَا اَلصَّلَاةُ وَاَللَّهُ لَا يَنْقَضِي عَجَبُكَ مِنْ ذَلِكَ اَلصَّلَاةُ عَظِيمٌ عَظِيمَةٍ عِنْدَ اَللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ هِيَ اَلصِّلَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اَللَّهِ أَحَبَّ اَلْأَعْمَالَ أَنْ تَتَقَرَّبَ فِيهَا إِلَى اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – كَمَا جَاءَ فِي اَلْحَدِيثِ اَلْإِلَهِيِّ أَوْ اَلْفَرِيضَةِ اِحْرِصْ عَلَى اَلْفَرَائِضِ عَلَى تَكْمِيلِهِ. بِوَاجِبَاتِهَا وَأَرْكَانِهَا آهٍ سُنَنهَا وَمُسْتَصْحِبَاتِهَا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّب إِلَى بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ حَتَّى أُحِبَّهُ طَيِّب إِذَا أُحِبّكُ اَللَّهَ مَا اَلَّذِي يَجْرِي فِي حَيَاتِكَ ؟ مَا اَلَّذِي يَتَغَيَّرُ عَلَيْكَ ؟ يَتَغَيَّرَ عَلَيْكَ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا أُحِبّكُ اَللَّهَ تَغَيَّرَ عَلَيْكَ كُلِّ شَيْءِ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتَ سَمْعَهُ اَلَّذِي يَسْمَعُ بِهِ سَمْعُهُ اَلَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَّرَهُ اَلَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ اَلَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرَجُلِهِ اَلَّتِي يَمْشِي وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَتَعَطِينَهْ وَلَئِنْ اِسْتَعَادَنِي لَاعِيذِّنَهْ وَمَا تَرَدَّدَتْ فِي شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي فِي قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي اَلْمُؤَمَّنِ يَكْرَهُ اَلْمَوْتُ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتُهُ تَأَمَّلُوا هَذَا اَلْحَدِيثِ يَا إِخْوَةً إِذَا جَلَسَتْ لِوَحْدِكَ اِسْمَعْ هَذَا كَلَامُ كَلَامِ اَللَّهِ فِي اَلْحَدِيثِ اَلْإِلَهِيِّ كَثْرَةَ اَلنَّوَافِلِ طَرِيقُكَ إِلَى مَحَبَّةِ اَللَّهِ أَنْ يَحْبُكَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – سَتُخْتَلَفُ عَلَيْكَ فِي اَلدُّنْيَا سَتَخْتَلِفُ حَيَاتَكَ سَتَخْتَلِفُ نَظْرَتَكَ لِلدُّنْيَا إِذَا اَللَّه – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أُحِبُّكُ نَسْأَلُ اَللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ اَلْعَظِيمِ نَسْأَلُ اَللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ اَلْعَظِيمِ نَسْأَلُ اَللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ اَلْعَظِيمِ أَهْلَ اَلْإِيمَانِ يَسْتَقْبِلُونَ هَذَا اَلشَّهْرِ يَا عِبَادُ اَللَّهِ بِالْحُرِّ عَلَى قِيَامِ اَللَّيْلِ لِأَنَّ قِيَامَ اَللَّيْلِ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ لَهُ مَزِيَّةٌ عَظِيمَةٌ يَقُولُ اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة فِي اَلصَّحِيحَيْنِ مَنْ قَامَ رَمَضَانْ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ ذَنْبُهُ يَتَحَقَّقُ هَذَا اَلْقِيَامِ أَنَّ تَوَافُقَ أَمَامَكَ فَلَا تَنْصَرِفُ حَتَّى يَنْصَرِفَ تَكْتُبُ لَكَ قِيَامُ لَيْلَةِ فَضْلٍ عَظِيمٍ وَاجْرِ كَبِيرٍ لَا تُفَرِّطُ بِهِ أَخِي اَلْمُسْلِمُ وَاحْرِصْ عَلَيْهِ غَايَةُ اَلْحِرْصِ عَلَّ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَنْ يَغْفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ مِمَّا نَسْتَقْبِلُ بِهِ هَذَا اَلشَّهْرِ مِنْ اَلْعِبَادَاتِ اَلْعَظِيمَةِ اَلَّتِي يَغْفُلُ عَنْهَا حُسْنُ اَلْأَخْلَاقِ نَحْنُ نَتَقَرَّبُ إِلَى اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بِتَحْسِينِ أَخْلَاقِنَا فِي مَعَ اَلنَّاسِ وَالْأَقْرَبُونَ أُولَى بِالْمَعْرُوفِ اِجْعَلْ أَهْلَ بَيْتِكَ زَوْجُكَ أَبْنَاءَكَ بَنَاتِكَ يَا يَلْحَظُونَ تَغَيُّرًا فِي أَخْلَاقِكَ لِمَاذَا ؟ لِأَنَّكَ طَائِعٌ لِلَّهِ لِأَنَّكَ لِلَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَالنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولَ مِنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلُ اَلزُّورِ وَالْعَمَلِ بِهِ وَالْجَهْلِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةً فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ أَجْوَدَ اَلنَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانْ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلْ فَلِرَسُولِ اَللَّه – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ اَلرِّيحِ اَلْمُرْسَلَةِ اَلرِّيحِ اَلْمُرْسَلَةِ مَا تُفَرِّقُ تَأْتِي بِالْخَيْرِ لِكُلِّ اَلْأَرَاضِي اَلنَّبِيِّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – شَبَهٌ بِالرِّيحِ اَلْمُرْسَلَةِ لِمَاذَا ؟ لِأَنَّهُ جِبْرِيلْ لِأَنَّهُ يَعْرِضُ اَلْقُرْآنُ تُشْبِهُ بِنَبِيِّكَ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ اَلرِّيحِ اَلْمُرْسَلَةِ بِالْخَيْرِ لَيْسَ فَقَطْ بِالْمَالِ اَلْجُودِ لَيْسَ فَقَطْ بِالْمَالِ اَلْجُودِ بِالْأَخْلَاقِ اَلْ فِي اَلتَّعَامُلِ كُنَّ جَوَادًا فَهَذِهِ مِنْ اَلْعِبَادَاتِ اَلَّتِي يَتَقَرَّبُ بِهَا اَلْمُسْلِمُ إِلَى اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَنْ أُقَرِّبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ اَحَاسِنْكَمْ أَخْلَاقًا اَلرَّجُلَ يُدْرِكُ بِحُسْنٍ خَلَقَهُ دَرَجَةَ اَلصَّائِمِ اَلْقَائِمِ تَرْفَعُ بِهَا عِنْدَ اَللَّهِ بِالْأَخْلَاقِ اَلْفَاضِلَةِ فَنَحْنُ نَحْتَسِبُ اَلْأَجْرُ عِنْدَ اَللَّهِ وَالْمَثُوبَةِ بِأَنْ نُحَسِّنَ أَخْلَاقُنَا وَنُجَاهِدُ أَنْفُسَنَا بِأَنْ نُحَسِّنَ أَخْلَاقُنَا قَدْ يَكُونُ اَلْوَاحِدُ مِنَّا مَجْبُولٌ عَلَى اَلْغَضَبِ مَجْبُولٍ عَلَى أَنَّهُ يِتْظَايِقْ مِنْ أَدْنَى كَلَامٍ يُوَطِّنُ نَفْسَهُ يُوَطِّنُ نَفْسَهُ هَذَا اَلشَّهْرِ شَهْرَ خَيْرٍ وَفَضَّلَ وُجُودُ أَنْ يُرَبِّيَ اَلْإِنْسَانُ نَفْسُهُ عَلَى مَكَارِمِ اَلْأَخْلَاقِ إِنَّمَا اَلْعَلَمُ بِالتَّعَلُّمِ إِنَّمَا اَلْحُلْمُ بَالَتَحَلْمْ بَارَكَ اَللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي اَلْقُرْآنِ اَلْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ اَلْمَوَاعِظِ وَالذَّكَرِ اَلْحَكِيمِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفَرَ اَللَّهُ اِسْتَغْفَرَ اَللَّهُ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفَرُوهُ أَنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورْ اَلرَّحِيمِ.