والفجر وليالٍ عشر

ايها المسلمون ربنا جل جلاله يخلق ما يشاء ويختار
قال الله جل جلاله وربك يخلق ما يشاء ويختار
ما كان لهم الخيرة
وتعالى عما يشركون
خلق الخلق فاصطفى منهم واختار
انبياء واولياء واصفياء واتقياء
خلق البقاع وشرف منها مكة والمدينة وبيت المقدس خلق الازمان وشرف منها رمظان وشرف منها عشر من ذي الحجة الذي لا يفرق بيننا وبينه الا بضعة ايام
الله جل لا يقسم الا بعظيم
لقد اقسم ربنا جل جلاله بهذه العشر
عشر عشر ذي الحجة اقسم الله بها
قال الله وجل الله والفجر وليال عشر
قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره والليالي العشر عشر من ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف ويروى عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه انه قال الليالي العشر عشر ذي الحجة والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح احب الى الله من هذه الايام
يعني العشر
قالوا ولا الجهاد في لله
قال ولا الجهاد في سبيل الله
الا رجل خرج بنفسه وماله
ثم لم يرجع من ذلك بشيء
رواه البخاري وابن خزيمة
واللفظ له
خرج بماله ونفسه
لم لم لم يبقي لورثته شيئا
كل المال صرفه في سبيل الله
وذهبت روحه في سبيل الله
هذا الرجل فقط هو الذي يفضلك ايها المسلم
ان عملت الله سبحانه وتعالى في هذه العشر ورأيت واريت الله من نفسك خيرا
والصحابة رضي الله عنهم سألوا عن الجهاد
قالوا ولا الجهاد في سبيل الله? وسؤالهم عن الجها يحتمل احد امرين او كلاهما
الامر الاول ان الجهاد من افضل الاعمال الى الله سبحانه وتعالى وهو مستقر عندهم
ولذلك قالوا ولا الجهاد في سبيل الله? قال ولا الجهاد في سبيل الله
الاحتمال الاخر ان هذه العشر تقع في الاشهر الحرم الذي حرم الله سبحانه وتعالى فيه الجهاد والقتال
فاستغرب الصحابة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله? قال عليه الصلاة والسلام ولا الجهاد في سبيل الله
الا رجل الحديث فهي ايام فاضلة وقد جاء عن ابن عمر من حديث مجاهد عن ابن عمر كما عند الامام احمد قال بعد ذلك فاكثروا فيهن فاكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد
وذكر الامام البخاري رحمه الله تعالى ان ابن عمر وابا هريرة يخرجان في هذه العشر يخرجان الى السوق
فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما يخرجون للسوق لتذكير الناس بهذه الشعيرة العظيمة
شعيرة التكبير والجهر باسم الله جل جلاله
وقد قال الله جل جلاله في سورة الحج
ويذكر اسم في ايام معلومات الايام المعلومات هذه العشر
العشر من ذي الحجة فالتكبير فيها يا عباد الله هو من الشعائر
الدين ديننا ينقسم باعتبار ما يريد الله سبحانه وتعالى منا ان نظهره او ان نخفيه الى قسمين
القسم الاول شعائر شعيرة يريد الله سبحانه وتعالى منا ان نظهرها كصلاة الجماعة
وكالحج وكالاضحية وكذكر الله جل جلاله لا سيما في هذا الموطن فهو شعيرة
يريد الله سبحانه وتعالى ان تظهر والجهر بها افضل من الاصرار
وهناك قسم اخر في الدين وهو قسم الامانات وهو الذي بينك وبين الله لا يطلع عليه احد ما في قلبك من اخلاص وخشية ورغبة ورهبة ورجاء وكل ما ائتمنك الله سبحانه وتعالى هذا من قسم الامانات التكبير والتحميد والتهليل والجهر بالتكبير في هذه الايام هي من الشعائر
وماذا قال الله سبحانه وتعالى عن شعائره? قال ذلك ومن يعظم شعائر الله انها من تقوى القلوب
فينبغي علينا يا عباد الله ان نلجأ نلهج لله سبحانه وتعالى بالذكر نجهر به نحيي به مساجدنا وبيوتنا واسواقنا وسائر ما نعتاده ونزوره اماكن عل الله سبحانه وتعالى ان يطلع علينا فيشكر اعمالنا واعلموا عباد الله ان للذكر مقاما عظيما عند الله جل جلاله في هذه العشر وفي غيرها فما بالك في هذه العشر التي يتضاعف الاعمال والاعمال الصالحة يحبها الله جل جلاله
الله سبحانه وتعالى قال فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون
اذا ذكرت الله الله يذكرك
وفي الحديث اذا ذكرت الله في ملأ ذكر الله في ملأ خير منه وان ذكرت الله في نفسك ذكرك الله في نفسه
والله جل جلاله اذا امرنا بالذكر في القرآن لا يأمرنا الا مقترنا بالكثرة
قال سبحانه وتعالى والذاكرين الله والذاكرات لما عدد خصال اهل الايمان فقال ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الى اخر الايات قال والذاكرين الله كثيرا والذاكرات وقال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا
فالله الله يا عباد الله فلنحيي قلوبنا بكثرة ذكر الله جل جلاله
فان الذكر هو مادة حياة القلب
فبادامة الذكر الذنوب وتنشرح الصدور
عباد الله اعلموا ان من افضل الاعمال التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى
في هذه العشر ما ذكره الله سبحانه وتعالى كما في حديث البخاري حديث عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب
يعني اعلمته بالحرب
وما تقرب الي عبدي بشيء افضل ما احب الي مما افترظته عليه الفرائظ احب الاعمال ان تتقرب بها الى الله هي الفرائظ
ما اوجبه الله سبحانه وتعالى عليك
الصلاة هذه الصلاة العظيمة عظمها الله ما فرضها في الارض وانما فرضها في السماء
فرضها خمسين صلاة ثم تخفف الى خمس صلوات
هي الصلة بينك وبين الله سبحانه وتعالى
هل يتصور ان عاقلا يقطع الصلة بينه وبين ربه جل جلاله? الصلاة هي الصلة
بينك وبين الله جل جلاله نعتني بالصلاة نقبل فيها نكمل اركانها وواجباتها فان الصلاة اول ما يحاسب عليه العبد نجتهد في اتقان الصلاة في هذه العشر تكون دربة لنا حتى تكون سجية لنا لتعظيم هذه الصلاة
التي عظمها الله جل جلاله
وهكذا في بقية الفرائض
نتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالفرائض
ثم قال الله جل جلاله كما في الحديث الالهي
ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل لا يزال الاستمرارية على الطاعة
الاستمرارية على النوافل
ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه
حتى احبه
تخيل ان الله سبحانه وتعالى يحب هذا العبد ماذا يحدث للعبد? ماذا يحدث لبني ادم اذا احبه الله? ما الذي يتغير في حياته? يقول الله سبحانه وتعالى فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها
ولئن سألني لاعطينه
ولئن سألني لاعطينه
ولئن استعاذني لاعيذنه
وما ترددت في شيء
فاعله ترددي في قبظ نفس عبدي المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته
ارأيتم كيف يرتقي الانسان ويكون عظيما عند الله سبحانه وتعالى بكثرة هذه النوافل
بادمان هذه النوافل بالتقرب الى الله سبحانه وتعالى
حتى ان نفسه لا تتطلع للمعصية لماذا? لماذا? لانه لان الله سبحانه وتعالى اصبح سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به
فهو لا تدعوه نفسه للمعصية
لا تدعوه نفسه للنظر للحرام
تدعوه نفسه لسماع الحرام لماذا? لانه ولي من اولياء الله
لان الله يحبه فيختاره ويصطفيه عن هذه القاذورات
لماذا? لانه محبوب عند الله سبحانه وتعالى
لان الله جل جلاله يصرف عن عباده المخلصين
والمخلصين يصرف عنهم السوء يصرف عنهم الفحشاء يصرف عنهم المعاصي برحمته جل جلاله
وان وقعوا في شيء منها سرعان ما يرجعون ويؤوبون الى الله سبحانه وتعالى كما قال جل جلاله في وصفهم في سورة ال عمران
قال جل والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله
هذا في صفة اهل التقوى
قد يقع منها خطأ
قد يقع من فاحشة
لكن ماذا يحدث له? لاحظ التقي
الولي ليس معصوما عن المعاصي
ولكن ماذا يحدث له ان وقع في المعاصي? والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله
مباشرة ذكروا الله
فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله
ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون
التقي لا يصر على المعاصي
سرعان ما ويؤوب ويستغفر ويندم ويبكي بين يدي الله سبحانه وتعالى
ثم ربما يقع مرة اخرى لكن هكذا ديدنه
يقول الشيطان اهلكت ابن ادم في المعاصي واهلكني بكثرة الاستغفار
فهو يستغفر الى الله سبحانه وتعالى ويؤوب اليه
معاشر المؤمنين فلنجعل هذه العشر الفاضلة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى
فرصة لان نكون من اولياء الله سبحانه وتعالى الصالحين
وحزبه المفلحين بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *