ضرب الأمثال في القرآن

معاشر المؤمنين لقد ضرب الله سبحانه وتعالى لنا الامثال في القرآن كثيرا

في نحو في نحو من اربعين موضعا

يضرب الله سبحانه وتعالى الامثال

والله سبحانه وتعالى يدعونا ويحثنا الى التفكر والتذكر والعلم بتلك الامثال التي يضربها الله سبحانه وتعالى قال الله وجل الله في سورة العنكبوت قال جل جلاله وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون

ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحشر وت الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون

ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة ابراهيم ويضرب الله الامثال للناس

لعلهم يتذكرون

ويقول وتعالى في سورة النور ويضرب الله الامثال للناس

والله بكل شيء عليم

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الفرقان وكلا ضربنا له الامثال

وكلا كبرنا تكبيرا

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الزمر ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون

قرآنا عربيا غير ذي عوج ل يتقون

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل

فابى اكثر الناس الا كفورا

ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل

ولئن جئتهم باية ليقولن الذين كفروا ان انتم الا مبطلون

ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف

ولقد ضربنا في هذا القرآن للناس من كل مثل

وكان الانسان اكثر شيء جدلا

هذه الايات الكثيرة التي يبين الله سبحانه جل في علاه

انه يضرب هذه الامثال

لكي نتفكر نتذكر نعتبر يرسخ العلم في قلوبنا من الامثال التي ضربها الله سبحانه وتعالى في هذا الكتاب العزيز ما ضربه الله جل جلال في سورة الرعد ترى الله سبحانه وتعالى مثلا للحق والباطل

هذا المثل انما يفقهه من كان في قلبه هما لهذا الدين

الدعوة لديه هما رساليا يسره ان اقبل الله ان اقبل الناس على ربهم ويسوءه ان عصى الناس ان عصى الله ان عصى الناس ربهم ان اقبلوا على ان انتفش الباطل يسوءه ذلك ويسره ان ظهر الحق

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الرعد

انزل من السماء ماء بقدر

انزل من السم بقدر فاحتمله انزل من السماء ماء بقدر فسالت انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها

فاحتمل السيل زد رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله

كذلك يضرب الله الحق والباطل

فاما الزبد فيذهب جفاء

واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض

كذلك يضرب الله الامثال

هذا مثل عظيم

وللعلماء في تفسيره وبيانه اقوال

نأخذ منها معنى واحدة

يقول سبحانه وتعالى انزل من السماء فسالت بقدرها

الله جل جلاله ضرب مثلا بالماء

المنزل من السماء

شبهه بالوحي

هذا الماء ماء المغيث المطر

شبهه بالوحي النازل منه جل جلاله وهو للقرآن

انزل من السماء ماء

فسالت اودية بقدرها

هذا الماء اذا نزل مرده الى الاودية والاودية تتحمل من هذا الماء المبارك بقدر اتساعها وظيقها

فالنادي الواسع الكبير يتحمل خيرا وغيثا كثيرا

والوادر الضيق الصغير يتحمل ماء بقدره

وهكذا القلوب القلوب التي نورها الله سبحانه وتعالى وشرحها بالايمان قلوب كبيرة تحتوي من هذا العلم وهذا النور وهذا الهدى وهذا الحق فهي تتحمل من نور الله سبحانه وتعالى واياته شي كثيرا

قلوب كبيرة منشرحة بذكر الله سبحانه وتعالى

يتحمل دون الاذى

والعلم والحق والايمان والتوحيد

ومن كانوا ذلك فيتحمل ما دون ذلك وهذا بيان لتفاوت الناس في قوة ايمانهم وصلابته واثره في اعمالهم وسلوكهم

فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا

الزبد هو الرغوة التي تكون في اعلى الماء

زبدا راضيا يعني مرتفعا

طافيا

اذا جاء الغيث على هذه الاودية هذه الاودية قد يكون فيها من الشوائب والقاذورات وماذا ينفع الشيء الكثير فالماء اذا جرفه فهذا الزبد وهذا الغثاء تطفو وتكون منتفشة فالناظر اليه يظن يظن ان الباطل كثيرا وان الزبد كثير وما والا زبد ظاهر واسفل منه الحق والنور والهداية والماء الذي ينفع الناس

فاما الزبد فيذهب جفاء فاحتمل السيل زبد راضيا

هذا المثال الاول المثال المائي للحق والباطل

ثم قال سبحانه وتعالى ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع

زبد مثله

ما معنى هذه الاية ومما يوقدون وفي قراءة ومما توقدون

ما يوقد عليه الناس

ويظلمون به النار

حتى يصفوا هذه المعادن

من خبثها وخبث الكير الذي فيها

ابتغاء حلية يعني ما يتحلون به

ويتزينون به من الذهب والفضة او متاع

اي ما يتمتعون به من الاواني والدروع والسيوف ونحوها من الحديد والنحاس والرصاص

حلية او متاع زبد مثله

فهذه المعادن الطيبة اذا اتاها اتتها النار صفتها واخلصت ما بها من شوائب

فالله سبحانه وتعالى يمثل الحق بانه المعدن الكريم الاصيل الذي يبقى

واما الباطل فهو ما يتطاير وينتشر

فلا ينتفع فلا ينتفع به الناس

ثم قال الله سبحانه وتعالى عاقبة ذلك فاما الزبد فيذهب جفاء

واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض هكذا يا عباد الله

الحق فيه النفع وفيه الرزانة وفيه المكث

والبقاء واما الباطل فلا نفع فيه

والضرر فيه متحقق

وهو زائل مضمحل حتى وان كان له حتى وان كان له بريق

حتى وان كان صوته عاليا حتى وان كان صوته عاليا

فالباطل اذا جاء الحق فانه لا يبدئ ولا يعيد

قل جاء الحق وما الباطل وما يعيد ويقول سبحانه وتعالى بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون هذا المثل يا عباد الله هو بمثابة التثبيت للمؤمن للمسلم لاهل الايمان لا لا يغرنك هذا الباطل وهذا الكفر وهذا النفاق وهذا المجون وهذه المعاصي التي ربما تظهر ما ان ياتي الحق فانها تزول

بالحق الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والارض فالحق له البقاء

كم من اناس عارضوا الهدى وعارظوا المرسلين

وعارض كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم اين هم? اين ذكرهم? تلاشى وبقي الحق ظاهرا شامخا له العزة واللهو ولاتباعه ولانصاره فيا مسلم يا عبد الله كن ناصرا للحق متمسكا به ارفع به رأسك ولا يغرنك الباطن ولا يغرنك الغثاء وان كان ظاهرا وان كان مرتفعا وان كان صوته عاليا فهو ما يلبث الا ويتلاشى كما يتلاشى زبد السيل وخبث المعادن الاصيلة

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

نفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم

اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب

فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *