يا عبد الله..ثلاثة أحاديث من أحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم، اسمعها، واحفظها، وبلغها من وراءك من المسلمين، وأبشر بالخير، فإنّ الله سبحانه وتعالى من كرمه، وجوده، وفضله، وإحسانه، يُجازي المبلِغين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نُضرةً، ونورًا، وجمالًا، وجلالًا في وجوههم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ منَّا حديثًا، فحفِظَهُ حتَّى يبلِّغَهُ غيرَهُ.
هذه الأحاديث من فضائل الأعمال.
الحديث الأول: أخرج الإمام النسائي في الكبرى، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، من حديث ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا جُنتكم، خذوا جُنتكم، قالوا يا رسول الله أحضر عدو؟ قال: خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النارِ؛ قولوا: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولَا إلهَ إلَّا اللهِ، واللهُ أكبرُ، فإِنَّهنَّ يأتينَ يومَ القيامةِ مُقَدِّمَاتٍ، وَمُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ.
هذه الكلمات الأربع تأتي معك يوم القيامة، في موكب أنت في وسطهن، مُقَدِّمَات يأتين أمامك، أمامك، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وَمُعَقِّبَات من خلفك: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وَمُجَنِّبَاتٍ عن اليمين، وعن الشمال، تأتي في موكب يوم القيامة، وهن من الباقيات الصالحات، الباقيات الصالحات التي ذكرهن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قال: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا، وقال سبحانه وتعالى: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا.
الحديث الثاني: في لقاء أعظم رجلين مشيا على هذه الأرض، الخليلان إبراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، أخرج الترمذي من حديث القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَقيتُ إبراهيمَ، ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ –إبراهيم عليه السلام يسلم على هذه الأمة وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ، عذبةُ الماء، وأنها قيعان -يعني لا غِراس في فيها، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبرُ. قال الترمذي وفي الباب عن أبي أيوب مثل هذا الحديث.
الحديث الثالث: ما رواه مسلم من طريق الربيع بن عُمَيْلة عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ، هذه الأذكار والكلمات، حبيبة إلى الله سبحانه وتعالى، الله يُحبها، وهي غرسك في الجنة، وتجعلك في وفدٍ إذا قدمت على الله سبحانه وتعالى، في يوم يَقوم الناس فيه لرب العالمين، ذاك اليوم الطويل، تأتي يوم القيامة بوفد ببركة ذكر الله سبحانه وتعالى.
وهذه الكلمات لا تُكلفك مالًا ولا جهدًا ولا نصبًا، وإنما تحتاج إلى قلب حي، دائم الذكر لله سبحانه وتعالى، قلبه متعلق بالله، فينطلق لسانه بذكر الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يجعلنا من الذاكرين له كثيرًا…