وقفات مع سورة ق

معاشر المسلمين اخرج الامام مسلم من حديث يحيى بن عبدالرحمن يحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة
عن ام هشام بنت حارثة بنت النعمان
قالت رضي الله عنها
لقد كانت نورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة سنتين او سنة بعض سنة وما اخذت سورة قاف والقرآن المجيد الا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرأها كل على المنبر اذا خطب الناس
رسولنا صلى الله عليه وسلم في خطبه يكرر ايات الله
يقرأ القرآن على الناس لان الله امره ان يقرأ القرآن على الناس
قال الله وان اتلوا القرآن فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه
ومن ضل فانما يضل عليها
القرآن تهدى به القل ترقق به القلوب
ضرورة البشر لسماع كلام الله سبحانه وتعالى
فوق كل ضرورة
نحن يا عباد الله في غاية الاضطرار
ان نملأ قلوب من هذا الكتاب العزيز
نشفي قلوبنا بسماع القرآن
بتلاوة القرآن بتدبر القرآن
لابد ان نعظم القرآن في قلوبنا
فان تعظيم القرآن من تعظيم الله فظل كلام الله على كلام البشر كفظل الله على سائر البشر
قاله ابو هريرة يروى مرفوعا عن نبينا صلى الله عليه وسلم ولا يصح
والصحيح انه من كلام ابي هريرة اسمعوا كلام الله تدبروه قفوا عنده اقضوا ساعات العمر متمتعين بتلاوته بسماعه بالعيش معه والله ان هذا هو رسولنا صلى الله عليه وسلم يقرأ على الصحابة القرآن في المنبر يكررها عليهم حتى حفظته حتى حفظت هذه السورة ام هشام وكانت قريبة من النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة ما يكررها
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
قاف والقرآن المجيد
بل عجبوا ان جاءهم منذر منهم
فقال الكافرون هذا شيء عجيب
من مواطن التدبر في كتاب الله وكله موطن للتدبر
كيف يفتتح الله السور? الله سبحانه وتعالى يفتتح سور القرآن في كثير من هذه السور في تعظيم القرآن
في تعظيم هذا الكتاب قاف والقرآن المجيد يقسم الله بهذا القرآن
يقول الله سبحانه وتعالى الف لام ميم
ذلك الكتاب لا ريب فيه
هدى للمتقين
يقول سبحانه وتعالى الف لام ميم صاد
كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه
لتنذر به وذكرى للمؤمنين
يقول سبحانه وتعالى الف لام راء تلك ايات الكتاب المبين
انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
نحن نقص احسن القصص يقول سبحانه وتعالى حا ميم والكتاب المبين
انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم
يقول سبحانه وتعالى صاد والقرآن ذي الذكر يقول سبحانه وتعالى الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا الا الله
افتتح الله سورا كثيرة
في بيان هذه الحقيقة العظيمة تعظيم القرآن الله جل جلاله عظم القرآن في القرآن تحدث عن القرآن كثيرا في هذا الكتاب العزيز
حتى نعظم القرآن في قلوبنا
حتى نعظم القرآن قلوبنا نجعله دستورا لحياتنا في كل المجالات
ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم
يقول سبحانه وتعالى في قضية اخرى في هذه السورة في بيان من انكروا البعث
قال سبحانه وتعالى بل عجبوا ان جاءهم منذر منهم
فقال الكافرون فقال الكافرون ان هذا لشيء عجيب
اين متنا وكنا ترابا? ذلك رجع بعيد? يرد الله سبحانه وتعالى على هؤلاء الكفرة
قد ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ
بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريد مختلط
فهم في امر مريد
افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها? كيف بنيناها? وزينا وما لها من فروج والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج
تبصرة وذكرى لكل عبد منيب
تبصرة وذكرى لكل عبد منيب
ونزلنا من السماء ماء مباركا فانبتنا به جنات وحب الحصيد
والنخل باسقات لها طلع نضيد
رزقا للعباد واحيينا به بلدة ميتة
كذلك الخروج
يا من تسألون كيف يحيي الله الموتى? ارأيتم الى الممات الى الزرع كيف يخرجه الله? يخرجكم يوم القيامة مثل مثل ما يخرج الزرع
والله انبتكم من الارض نباتا
نحن نبلى في قبورنا فلا يبقى فينا الا عتب ذنب فاذا اذن الله ان يبعث الناس انزل من السماء ماء كمني الرجال فينبت الناس من الارض والله وذلك قوله سبحانه وتعالى والله انبتكم من الارض نبات قال سبحانه كذلك الخروج
تخرجون كما يخرج النبات
ثم بين الله سبحانه وتعالى من كذب قبل قريش من الامم وما حل بهم وما انزل الله سبحانه وتعالى بهم
من المثل والعقاب قال سبحانه وتعالى كذبت قبلهم قوم نوح واصحاب كذبت قبلهم قوم نوح واصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون واخوان لوط واصحاب الايكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق و افعيينا بالخلق الاول? هل اتعبنا الخلق الاول? هل اعجزنا? حاشى وكلا
افعينا بالخلق الاول
بل هم في لبس من خلق جديد
ثم يبين الله سبحانه وتعالى خلق الانسان
يقول سبحانه وتعالى
ولقد خلقنا ونعلم ما توسوس به نفسه
ونحن اقرب اليه من حبل الوريد
اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد
الحفظة يتلقون منك كل ما تقول
اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
ونفخ في الصور
ذلك يوم الوعيد
وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد
لقد في غفلة من هذا لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد
وقال قرينه ربنا ما اطغيت وقال قرينه هذا ما لدي عتيد
القيا في جهنم كل كف عنيد
مناع للخير معتد
مريب
الذي جعل مع الله الها اخر
فالقياه في العذاب الشديد
قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد
قال لا تختصموا لدي وقد اليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد
يوم نقول لجهنم هل امتلأت? وتقول هل من مزيد? هذا حال الفجار الكفرة المشركين الفجار
الذي عينه في غطاء عن اخرته ثم بين الله سبحانه وتعالى حال اولياء الله المتقين وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد من كرامة الله من كرامة اولياء الله على الله انه جل جلاله الجنة اليهم الجنة تأتي وتقرب وتزلف لاوليائه وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل اواب كثير الرجوع الى الله هذا توعدون لكل اواب حفيظ يحفظ حدود الله يحفظ ما امر الله سبحانه وتعالى بحفظه ومن اخصها الصلاة اواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب يخاف الله ليس امام الناس يتظاهر بالتقوى يتظاهر بالايمان امام الناس اذا خلا بمحارم الله حفظها
وراقب الله يستشعر يستشعر ان الله يراه جل جلاله
من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب من ادخلوها بسلام
ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد
ثم يبين الله سبحانه وتعالى كم اهلك من الامم السالفة وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم اشد منهم بطشا
فنقبوا البلاد هل من محيص? ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب
او القى السمع وهو شهيد
ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام
وما مسنا من لغوب
خلقها الله سبحانه وتعالى السماوات وما بينهما في ستة ايام وما مسه جل جلاله من تعب ولا اعياء ولا لغوب خلقها في ستة ايام والله جل جلاله يستطيع وهو قادر ان يخلقها بكلمة كن فيكون لما خلقها في ستة ايام? قال اهل العلم حتى يتعلم العباد التمهل في الامور
وان الامور تأتي بشيء من التدرج وشيء من الترفق والترقي
فخلقت هذه السماوات وهذه الارض في ستة ايام
والله قادر على ان يقول لها كن فتكون
وما مسنا من لغوب
ثم قال سبحانه وتعالى فاصبر على ما يقولون
النبي صلى الله عليه وسلم تطاول عليه الكفار
قالوا عنه كلاما لا يليق كان صادقا امينا فيهم كان معظما فيهم
لما جاء بالدين عادوا
قالوا عنه كاذب
شاعر ساحر وهذا من اشد ما يقال على العقلاء
رجل ذو هيئة ومكانة قبل ان يأتي بهذا الدين
بهذا الوحي كان معظما فيهم
لما جاءهم بهذا الدين ازجروه وحقروه وتكلموا عليه
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يضيق صدره بهذا
فالله جل جلاله نبيه حتى الله اوذي وتكلم الناس فيه كما قالت اليهود وقالت النصارى وقال غيرهم ان الله لما خلق السماوات والارض تعبا تعالى الله وجلى الله ومسه اللغوب فنفى الله سبحانه وتعالى ذلك
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم فاصبر على ما يقولون
وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب
فاصبر على ما يقولون
وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ثم قال سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم مسليا له ورابطا على قلبه ومذكرا له ان من اعظم ما يذكر الناس به هو القرآن
قال الله سبحانه وتعالى فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
فالذي يخاف وعيد يتذكر بكلام الله سبحانه وتعالى
وتحدث له من الاحوال الايمانية
الرفعة في درجات اليقين والكمال والفضل اذا سمع كلام الله سبحانه وتعالى فان الله جل جلاله لما وصف اهل الايمان قال سبحانه وتعالى الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا
وعلى ربهم يتوكلون
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه
انه هو الغفور

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *