فضائل مكة المكرمة

معاشر المؤمنين مكة شرفها الله وعظمها وجعل بلدا حراما قال الله سبحانه وتعالى لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد
لا اقسم بهذا البلد معناه اقسم البلد ولا صلة وقيل ان معناه نفي قسم واحد
فكأن الله سبحانه وتعالى يقول لا اقسم مرة واحدة بهذا البلد وانما اقسم اقساما متتابعة فكأن الاية مكررة اقسم بهذا البلد اقسم بهذا البلد اقسم بهذا البلد وقيل معناه ان هذا البلد الحرام معظم في القلوب وتعظيمه لا يحتاج معه الى قسم فهو عظيم والناس يعلمون قبل الاسلام ويعرفون وعظمته
وانت حل بهذا البلد في معناها ثلاثة اقوال
وان تحل بهذا البلد اي وانت حال نازل بمكة
وقيل تحل بهذا البلد اي وانت حلال غير محرم
وقيل وانت حل لهذا البلد اي الساعة التي احل الله سبحانه وتعالى لنبيه فيها قتال كفار قريش
فالله اقسم بالبلد الحرام حال قول النبي صلى الله عليه وسلم حالا فيها
وقال سبحانه وتعالى والتين والزيتون وطول سنين وهذا البلد الامين من فضائل مكة التي شرفها الله سبحانه وتعالى ان جعل فيها اول بيت ومسجد يعبد الله سبحانه وتعالى فيه
قال الله وتعالى ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين
فيه ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا
ولله على الناس حج البيت من اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين
اول بيت وضع للناس اول مسجد هو في مكة
جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث ابراهيم ابن ابن تيمية عن ابيه عن ابي عن ابي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اي مسجد وضع في الارض اولا? فقال المسجد الحرام قال ثم قلت ثم اي قال المسجد الاقصى? قال قلت كم كان بينهما? قال اربعون سنة
ثم اينما ادركتك الصلاة
فصلي فان الفضل ببكة بكة من اسماء مكة المشهورة وقيل سميت بكة بهذا الاسم لانها تبك اعناق الظلمة والطواغيت
فهم يخضعون فيها ويظلون
ظاهرا وان كانت قلوبهم ربما ابت
وتكبرت
لكنهم لا يستطيعون ان يظهر يظهر جبروتهم وطغيانهم فيها
وقيل سميت مكة لان الناس يتباكون فيها ويزدحمون
وقال ابراهيم النخعي ومقاتل وعطي العوفي وهم من ائمة التفسير قالوا مكة هو الموضع الذي فيه الكعبة ومكة هو اسم لباقي البلد الحرام
ما الذي ببكة مباركا فهذا البلد الحرام بلد مبارك تضاعف فيه الاجور
الصلاة الواحدة بمئة الف صلاة مباركا وهدى للعالمين
فيه ايات بينات
اي دلالات واضحات ان الذي بناه هو ابراهيم
وان الله سبحانه وتعالى حرمه وعظمه فيه ايات بينات مقام ابراهيم
وهو المقام الذي وقف عليه ابراهيم
فان ابراهيم عليه السلام كان يبني ويرفع القواعد من البيت ويساعده ابنه اسماعيل
فلما اتبع ارتفع البناء احتاج الى صخرة يصعد اليها فيبتني الكعبة فصعد على صخرة فاثر اثر قيامه عليها فكان مقاما واية عظيمة باقية الى يومنا كانتصقة اعني مقام ابراهيم
كان ملتصقا بالكعبة
فلما جاء عمر في خلافته نحاه جهة المشرق ليتمكن الناس من الطواف
يزدحمون لان الله سبحانه وتعالى قال واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى
من شرف هذا البلد الحرام مكة ان الله سبحانه وتعالى جعله امنا قال الله ومن دخله كان امنا
قال سبحانه وتعالى اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم
وقال سبحانه وتعالى قل انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء
وقال سبحانه وتعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف
وقال سبحانه وتعالى الحرام وهذا البلد الامين
ومن فضائل مكة شرفها الله ان الله سبحانه وتعالى جعلها مثابة للناس
يتوبون اليها
قال الله سبحانه وتعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس
واما ومعنى مثابة للناس
ان الناس كلما ذهبوا اليها وثابوا اليها
ثم رجعوا الى اهليهم
قلوبهم بالرجوع اليها
فهم هكذا حالهم مع هذا البلد الحرام
كلما اتوا لا يقضون منه وطرا
فاذا رجعوا الى اولادهم واموالهم وديارهم
اشتاقوا ان يرجعوا اليه
وقت بعد وقت وحينا بعد حين
وقيل في معنى مثابة انه موطن يثابون فيه وتضاعف اعمالهم فيه ويحط الله سبحانه وتعالى او زارهم فيه
ومن فضائل مكة شرفها الله وعظمها ان الله سبحانه وتعالى جعل الكعبة قياما للناس
قال الله سبحانه وتعالى واذ جعلنا آآ قال سبحانه وتعالى جعل الله البيت الحرام قياما للناس
والشهر الحرام والهدي والقلائد
ومعنى قياما للناس
اما مصالح الناس الدينية والدنيوية لا تقوم الا بقيام هذه الكعبة شرفها الله فدينهم لا يكتمل فاركان الاسلام لا يكملها العبد الا اذا وفد الى البيت الحرام فادى الحج الذي افترضه الله سبحانه وتعالى عليه ان كان مستطيعا وكذا دنياهم فالثمرات تجبى اليها من كل مكان
فهي قيام للناس لمصالحهم في دينهم ودنياهم
من شرف مكة وعظم عند الله انها خير الارض واحب البلاد الى الله
جاء في الحديث من حديث عبدالله ابن عدي ابن حمراء الزهري رضي الله عنه
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اخرج من مكة التفت اليها فقال والله انك لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله ولولا اني اخرجت منك ما خرجت
اخرجه الامام احمد والترمذي وابو داوود والنسائي
فهي خير البلاد الى الله
معاشر المؤمنين
اعلم اخي المسلم ان المرء يكتسب الشرف
والع والرفعة والمكانة والسؤدد بقدر ما يقوم في قلبه من تعظيم هذا البلد الحرام ومن تعظيم ربه جل جلاله وان مما يفلح المؤمن وليسر به ويرتبط تعظيم الناس تعظيم الناس في هذا البلد الحرام
تعظيم الناس صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وانثاهم وانثاهم حاكمهم ومحكومهم تعظيمهم لهذا البلد الحرام
وان هذا لمن الخير وانه لما لمن الامور التي ترضي الله سبحانه وتعالى
ويتنزل الخير من الله بسبب هذا التعظيم
لهذا البلد الحرام
وخدمة وقاصديه فنسأل الله جل في علاه ان يجعلنا واياكم من المعظمين لهذا البلد الحرام الذي عظمه الله سبحانه وتعالى وشرفه وقدسه واعلى مكانته وابدى واعاد في كتابه العزيز وذكر فضائله فقال سبحانه وتعالى قل انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء فلما اراد الله سبحانه وتعالى ان يعرف بنفس ماذا قال? قال سبحانه وتعالى الذي حرم هذه البلدة فنسأل الله جل في علاه ان يجعلنا من المعظمين لله ولما عظمه الله والمعظمين بشعائر الله ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *