إنه لا يحب المعتدين

ايها الاخوة المؤمنون
كتاب الله تعالى هو المنهج الحق للبشرية
فمن تبع اوامره واجتنب نواهيه افلح ونجح وسعد في الدارين
هذا الكتاب العزيز
هو البلسم للجراح
هو الفيصل عند التردد
هو المرشد للتائهين
اذا قرأ المؤمن في القرآن اوامر الله تعالى فان عليه ان يرعي لها سمعه
ثم يطبقها في حياته واقعا عمليا ليفلح
واذا سمع النهي ارعى له سمعه كذلك
ففي ذلك نجاته من شرور الدنيا والاخرة
حديثنا اليوم عن ايتين تكررتا في كتاب الله اولاهما في سورة البقرة وثنيهما في سورة المائدة
يقول ربنا عز وجل في سورة البقرة في ضمن الاية التي تحدثت عن القتال في سبيل الله
وقاتلوا في لله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا
ان الله لا يحب المعتدين
وفي سورة المائدة يقول الله عز وجل في سياق النهي عن الاعتداء في احكام الدين بتحريم ما احل الله
يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم
ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعت الاولى جاءت في سياق الحرب في وقت التحام الصفوف وقت وقت تطاير الجماجم مع ذلك يأتي النهي الرباني عن الاعتداء عن تجاوز الحد بقتل لم يقاتل من النساء والشيوخ والصبيان او عن قتل الحيوانات او قطع الاشجار ونحو ذلك
واذا تأملنا في ختام هاتين الايتين نجد انهما ختمتا بنفس الخد ان الله لا يحب المعتدين
الله تعالى لا يحب اي معتد
نهى سبحانه عن الاعتداء حال الحرب
في ذلك الموضع الذي يتصور اصلا فيه الاعتداء
نهى حتى عن الاعتداء على من لا يؤمن بالله اذا لم يحاربنا
نهى عن الاعتداء عن الجمادات والحيوانات
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا فكيف بعد ذلك يعتدي مسلم? على اخيه المسلم
روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكونوا عباد الله اخوانا
المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره
التقوى ها هنا
واشار الى صدره
بحسب امرء من الشر ان يحقر اخاه المسلم
كل المسلم على المسلم حرام
دمه وماله وعرضه
دماء المسلمين اموالهم اعراضهم محرمة
لا يجوز الاعتداء عليها باي حال من الاحوال
سواء اكان ذلك المعتدي بيده سلطة كالمسئول او المدير او الكفيل ونحوهم او كان حتى غير ذي سلطة
فمن تجاوز واعتدى وتجاوز الحد
عرض نفسه للعقوبة
فالاعتداء في امر الدين والدنيا سبب للعقوبة العاجلة
تأمل قوم موسى لما عصوا قال الله عز وجل ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا ولما اعتدى اصحاب السبت قال الله عنهم ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين وقال الله تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
والايات في مثل هذا كثيرة والاعتداء على الناس والبغي عليهم جريمة عظيمة
لذلك عجل الله عقوبتها في الدنيا
روى ابو داوود والترمذي مما صححه الالباني عن ابي بكرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من ذنب اجدر ان يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم
ما من ذنب اجدر من ذنب اجدر ان يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم
ايها الظالم مهلا ايها الظالم مهلا انت بالحاكم غر
ليس تلقى دعوة المظلوم دون الله ستر
فخف الله فما يخفى عليه منه ستر
يجمع الظالم المظلوم بعد الموت جسر
حيث لا يمنع سلطان ولا يسمع عذر
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم
ونفعنا بما فيه من الايات والذكر الحكيم
قد قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *