ايها المسلمون ما من احد الا وقد كتب له نصيبا من الهم والغم وضيق في الصدر الذي يصيبه في الدنيا فان الله سبحانه وتعالى قد طبع الدنيا على هذا الطبع والمؤمن يتأثر ويضيق صدره ولا ينطلق لسانه فان الانسان خلق كبد يكابد هذه الدنيا خلق الانسان كادحا في هذه الدنيا اكرم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي والناس اجمعين
كان يضيق صدره كان يضيق صدره وهو الذي شرح الله له صدره وانزل الله سورة في ذلك
فقال سبحانه وتعالى الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك
كان يضيق صدره عليه الصلاة والسلام
يقول الله جل جلاله فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك
وقال سبحانه وتعالى ولقد نعلم انك يضيق صدرك
فحتى محمد صلى الله عليه وسلم يعتريه هذا الامر كعارض من العوارض والا حاله الدائمة الانشراح والطمأنينة بذكر الله عز وجل وهكذا من بعده اهل الايمان
فان اهل الايمان من اشرح الناس صدورا
قال الله سبحانه وتعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب
وهذا لا يعارض ما يصاب به المؤمن
بين فترة واخرى من هم وغ من وضيق وكدر ايها المسلمون ذكر الله سبحانه وتعالى دواء هذا الامر الا وهو ضيقة الصدر التي تنتاب اهل الايمان والذي انتابت ن صلى الله عليه وسلم
يقول الله جل جلاله في اخر سورة الحجر
ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون
الله سبحانه وتعالى يخبر محمد انه يعلم ما في صدره
وانه يضيق صدره بسبب كلام الكفار
بسبب شركهم بالله
كفرهم بالله تطاولهم على الله
عبادتهم غير الله
وبسبب اذيتهم
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا عنه كلاما عظيما قالوا عنه كاذب وهو الصادق المصدق
قالوا عنه شاعر وساحر وهو يسمع عليه الصلاة والسلام
اقرب الناس اليه
اتهمه بهذه التهم
كان احد اعمامه يسير خلفه
وهو يدعو عليه الصلاة والسلام في الموسم يدعو الناس الى الله عز وجل ويدعوهم الى الله الى الله وعمه خلفه يقول لا تطيعوه فانه كاذب
بلاء عظيم لقيه رسولنا صلى الله عليه وسلم
هو قائل عليه الصلاة والسلام لقد اوذيت في الله وما يؤذى احد
واخفت في الله وما يخاف احد
ضاق صدره عليه الصلاة والسلام
وحق له ذلك فانزل الله تسليته من السماء
الله يسلي صلى الله عليه وسلم ويذكر له الدواء ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون
فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
هذه لمحمد صلى الله عليه وسلم ولامته يضيق صدرك تكلموا عليك اتهموك اصبت بمصيبة ضاق صدرك انت بشر ماذا تصنع? الله يخبرك الله يعلمنا جلاله فسبح بحمد ربك
التسبيح بحمد الله سبحان الله وبحمده
سبح سبح الله جل جلاله حتى ما حتى ينجلي ما بقلبك من هم
وغم وضيق وحزن تسبحه فتقول الله وبحمده وانت تتذكر ان الله يسمعك
ان الله يثيبك ان الله يغرس لك شجرا في الجنة
ينشرح صدرك
ينشرح صدرك لانك الاخرة تنزه الله جل جلاله
سبحان الله وبحمده تملأ ميزان اعمالك حسنات ينشرح القلب
ينشرح الصدر
بالتسبيح لله سبحانه وتعالى
سبحان الله وبحمده
ادن ذكر الله بهذا الذكر ففيه مع الجزاء العظيم عند الله انشراح في الصدر وطيب في القلب يجده اهل اهل الايمان وكن من الساجدين
وكن من الساجدين اسجد واقترب
من اسباب قربك من الله جل جلاله كثرة السجود
وكن من الساجدين
ما بين الهم الذي في صدرك
وبين ان ينفرج كما بين جبينك والارظ
اسجد لله ترتفع لديه
ربما كان هذا الهم والغم والكدر وظيق الصدر الذي يصاب به المؤمن
قد يكون من مقاصده الله يحب ان يراك ساجدا
يحب الله سبحانه وتعالى منك ان تقترب اليه
ربما ابتلاك بهم وغم ليرى ما انت فاعل
هل تكون من الساجدين? هل تقترب من الله سبحانه وتعالى? محمد صلى الله عليه وسلم ولنا فيه اسوة حسنة
اذا حزبه امر عليه الصلاة والسلام هرع الى الصلاة
فينجلي ما به لماذا ينجلي? لانه يقابل الله سبحانه وتعالى في الصلاة انت تقابل الله جل جلاله
تقول الله اكبر يرفع الله سبحانه وتعالى الحجاب بينك وبينه
ينصب الله وجهه امامك
ولا ينصرف الله حتى تنصرف
اسألكم بالله
مؤمن يستشعر انه اذا كبر قابل الله هل بعد مقابلة مقابلة الله يبقى في صدره هم او غم او حزن او كدر يقابل ملك الملوك جل جلاله يركع تنهال المعاصي والذنوب يسجد المعاصي والذنوب من على منكبيه
لان المسلم اذا ابتدأ الصلاة جيء بذنوبه فوضعت على عاتقيه فبمقدار سجوده وركوعه تتساقط عنه الذنوب
فهو يقابل الله سبحانه وتعالى اي سرور واي فرح واي طمأنينة بعد مقابلة الله عز وجل
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول جعلت قرة عيني في الصلاة
قرة عينه في الصلاة عليه الصلاة والسلام
لانه يقابل الله
يكلم الله جل جل يبث همومه وشجونه الى الله
في السجود اقرب ما تكون الى الله
ما الهم الذي لديك? ما الغم? ما الحزن? ما ظيقة الصدر? انزلها بالله
انزل هذه بالله
اشكو بثي وحزني الى الله ما منا من احد الا ويصاب بهذا
انزل هذه الهموم والغموم بين يدي الله جل جلاله
هكذا سنة الانبياء كانوا قريبين من ربهم جل جلاله
وكن من الساجدين
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
عبادة الله ليست يوما
ولا اسبوعا ولا شهرا ولا موسما من المواسم
عبادة الله معك الى اليقين الى الموت الى ان تخرج الروح
لماذا يكلفنا الله سبحانه وتعالى بالسجود والتسبيح والعبادة? هو غني سبحانه وتعالى
صلاتنا عبادتنا صدقاتنا لا لا تزيد في ملكه ولا تنقص
لماذا هذا التكليف? التكليف هذا نحن بامس الحاجة الى هذه العبادة
نحن مفتقرون غاية الافتقار الى العبادة
نحن مضطرون للعبادة
ظرورتنا للصلاة
وعبادة الله سبحانه وتعالى فوق ظرورتنا للاكل والشرب
لان الله لما خلقنا خلقنا من طين ونفخ فينا من روحه
الطين يشبعه الطعام والملذات اما الروح التي تخفق في صدرك ما الذي يشبعها? لا يشبعها الا الاقبال على الله
لا يشبعها الا العبودية لله
عباد الله
ان في القلوب لشعثا لا يلمه الا الاقبال على الله
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه
انه هو الغفور الرحيم