الانتفاع بالتذكير والمواعظ

ايها المسلمون لقد وعظنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز مواعظا كثيرة مواعظ بليغة بل ان الكتاب العزيز سماه الله سبحانه وتعالى موعظة
قال جل جلاله ولقد انزلنا اليكم ايات مبينات
ومثلا من الذين خلوا من قبلكم
وموعظة للمتقين
وقال الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور
الله جل جلاله يعظنا ويذكرنا بهذا الكتاب العزيز
لان الدنيا يجذب الواحد منا اليها
فتلهو القلوب كلما تعلقت بهذه الدنيا
فمن رحمة الله جل جلاله باهل الايمان
الذين يتلون كتابه جل جلاله
انه يذكرهم
يذكرهم ويعظهم بمقام الدنيا ومقام الاخرة وما ينبغي ان يكون المؤمن عليه ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان يعظ وكان يتخول الصحابة بالموعظة قال ابن مسعود كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة يعظهم فيتأثرون غاية التأثر
يعظهم فيتعلمون يتعلم الصحابة رظي الله فكان يرى فكان يرى اثر هذه المواعظ في احوالهم وفي افعالهم وفي اقوالهم فهذا عبد الله ابن عمر يسمع رسولنا صلى الله عليه وسلم او يسمع رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل
يسمع هذه الموعظة فماذا يكون من كلام عبد الله بن عمر? قال الراوي وكان عبد الله بن عمر يقول اذا اصبحت فلا تنتظر المساء
واذا امسيت فلا تنتظر الصباح وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك
ان السلف يا عباد الله انتفعوا بمواعظ القرآن والسنة غاية الانتفاع
فغاظت هذه المواعظ في قلوبهم
ثم فاضت على احوالهم
وافعالهم
واقوال ولذا فان من اخص المواعظ بعد المواعظ التي تجدها يا مسلم يا عبد الله في الكتاب العزيز وفي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم
ما نطق به سلف الامة فكلامهم قليل عظيم البركة
وكلام غيرهم كثير
قليل البركة
فمن مواعظ السلف رحمهم الله ورضي عنهم
من مواعظهم
ما جاء عن ابي حازم سلمة بن دينار لما دخل عليه سليمان بن عبدالملك فقال له ما بالنا نكره الموت? ما بالنا نكره الموت? قال ابو سلمة الزاه قال لتعظيمك الدنيا لتعظيمك الدنيا جعلت ما لك بين عينيك فانت تكره تفارقه ولو قدمته لاخرتك لاحببت اللحاق به
وهذا هارون الرشيد يدخل عليه ابن السماك
فيستسقي هارون يطلب ماء يشرب
فجيء له بقلة فيها ماء مبرد
فقال هارون لابن لابن السماك
عظني
فقال ارأيت يا امير المؤمنين شربة الماء هذه
لو حبست عنك بما كنت تشتريها
قال اشتريها بنصف ملكي
قال اشرب يا امير المؤمنين
هنيئا فلما شرب الماء قال له ابن ابن السماك قال ارأيت يا امير المؤمنين لو حبس هذا الماء فيك بم تفتدي ليخرج منك
قال بنصف ملك الاخر
فقال ان ملكا ان ملكا يساوي شربة ماء
لحري الا يتنافس فيه
وهذا الامام احمد رحمه الله قال له ابو حامد الخلقاني ارأيت يا امام هذه القصائد التي يذكر فيها الجنة والنار ويتعظ بها الناس
اي شيء تقول فيها? هل هي جائزة ان يحدث الناس بها ويذكرون بها? ام لا يحدثون الا بالقرآن والسنة فحسب
قال مثل اي شيء قال مثل قول احدهم اذا ما قال لي ربي اما استحييت تعصيني? وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني
قال الامام احمد اعد علي ما قلت فاعاد عليه
فقام الامام احمد رحمه الله ودخل بيته يقول الراوي فسمعت نشيجه وبكاءه وهو يقول ما قال لي ربي اما استحييت تعصيني وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني
يا عباد الله ان من مواطن التماس القلوب والبحث عن القلوب عند سماع المواعظ
وعند سماع كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
كم من المواعظ نسمع? وكم من المواعظ مرت علينا? وتجد كثيرا منا لا يرعوي ولا ينزجر عن محاربة الله سبحانه وتعالى بالمعاصي والتقصير والتفريط في الواجبات
فالله الله يا عباد الله عن التماس القلوب عند سماع كلام الله سبحانه وتعالى
وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
وعند المواعظ فان المسلم يلوم نفسه وان المؤمن ليوبخ نفسه اذا سمع هذه المواعظ ولم يتغير شيئا من حاله فهو مقبل على الدنيا مستدبر للاخرة لا يدر ع ولا يتذكر والله سبحانه وتعالى يقول ان في ذلك لذكرى
لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *