وقفات مع سورة الأنبياء

ايها المسلمون لو قيل لك ان الله انزل سورة في كتابه العزيز مئة واحد عشرة اية او مئة واثنتا عشرة اية
اسمها الانبياء
ما تظن ان الله سبحانه وتعالى الناس فيها
ماذا يريد الله جل جلاله ان يعلم الناس من خلال هذه السورة? ما هي الحقائق الكبرى العظيمة? التي نحن بحاجة ان نعرفها عن انبياء الله
ماذا يذكر الله? عن الانبياء
سورة كاملة ذكر الله سبحانه وتعالى فيها ستة عشر نبيا
ما هي الحقائق التي يريد الله جل جلاله ان تعلمها انت عن انبيائه? عن صفوته من خلقه
الرجال الذين ارسلهم الله للناس
هذه السورة تنبئك
الله سبحانه وتعالى في هذه السورة
يحدثنا عن فقر انبيائه
وظعفهم وحاجتهم اليه
الانبياء اكرم الخلق اشرف الخلق
في غاية الذل والافتقار والحاجة الى الله
هم محتاجون اليه
خليله محتاج اليه
الله يحبك يحبك
ويبتليه
خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام
يذكر الله سبحانه وتعالى ظعفه وحاجته اليه في هذه السورة
قالوا سمعنا فتى يذكرهم فتى يذكرهم يقال له ابراهيم في اخر الايات قالوا حرقوه وانصروا الهتكم
قال الله سبحانه وتعالى قلنا يا نار كوني وسلاما على ابراهيم
يؤتى بابراهيم عليه السلام فتى في مقابل قوم باكملهم
يربط ويقذف في النار الله جل جلاله ينجيه
هذا الموقف موقف الظعف والافتقار الذي يقصه الله سبحانه وتعالى عن خليله خليل الرحمن حتى يبين لنا ان الانبياء وان بلغوا ما بلغوا هم فقراء الى سبحانه وتعالى هم عبيد الى الله جل جلاله
ولوطا اتيناه حكما وعلما ونجيناه
من القرية التي كانت تعمل الخبائث
انهم كانوا قوم سوء فاسقين
وادخلناه في رحمتنا انه من الصالحين
ونوحا اذ نادى من قبل فاستجبنا له
فنجيناه واهله من الكرب العظيم
نوح كان في كرب وكرب عظيم
من الذي نجاه? الله
لم يستطع ان ينجو لا بحوله ولا بقوته
ما حظ فظل من الله? نجاه الله سبحانه وتعالى
داود وسليمان يحكمان في الحرف وداوود وسليمان وداوود وسليمان
اذ يحكمان في الحرف
فنفشت فيه غنم غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين
قال الله سبحانه وتعالى ففهمناها سليمان
من الذي فهم الله? نبي يوحى اليه
اشكلت عليه مسألة في القضاء
الله جل جلاله
فهمها ففهمناها سليمان
وكلا اتينا حكما وعلما ونجيناه من القرية وكلا اتينا حكما وعلما
وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا لهم حافظين
ايوب ايوب الذي قال الله وتعالى عنه نعم العبد الله لم يقل بهذه الصيغة عن عبد من عباد الله الا اثنين
سليمان وايوب قال نعم العبد انه اواب
انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب
ماذا يقول داوود? ماذا يقول ايوب? وايوب اذ ناد ربه اني مسني الضر
وانت ارحم الراحمين
فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر
واتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين
يونس عليه السلام وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه
فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
في ظلمات في بطن في ظلمة البحر في ظلمات الليل نادى في الظلمات لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
نبي يوحى اليه ما يملك من امره شيء
في بطن الحوت
من الذي ينجيه? الله فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
فاستجبنا له ونجيناه من الغم
وكذلك ننجي المؤمنين
وزكريا اذ نادى ربه ربي لا فردا نبي من انبياء الله يدعو الله بالذرية
ليس له ذرية دعا الله بالذرية
وزكريا اذ نادى ربه ربي لا تذرني فردا وانت خير الوارثين
فاستجبنا له
ووهبنا له يحيى
اصلحنا له زوجه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا
اخي المسلم هؤلاء سادات الناس خير من وطأ الثرى
احباب الله انبياء الله رسل الله
الله وتعالى لما اراد ان يخبرنا في القرآن من اخص صفاتهم افتقارهم الى الله
هم فقراء الى الله
تريد ان تسلك سبيل الانبياء افتقر الى الله
تذلل الى الله
انقطع لله
هذا طريق العز
في الدنيا والاخرة
الافتقار الى الله طريق الرفعة في الدنيا والاخرة
الافتقار الى الله والذل والانكسار بين يديه
طريق السعادة في الدنيا والاخرة لا طريق غيره
لا طريق غيره هذا هو الطريق الله ينبئنا في هذا القرآن القرآن يا عباد الله كتاب تغيير الله سبحانه وتعالى في القرآن يحررنا من الاوهام نحن نكتسب اوهام نخالط الناس ونخالط الدنيا ونظن انه حقيقة وفي حقيقة الامر هو وهم
كثير من الناس يجري وراء اوهام
لماذا? لانه قد عمي بصره عن حقائق القرآن
القرآن كتاب بصيرة كتاب نور وهداية
كتاب تغيير يحرر الانسان من الرق ومن الاسر من الناس اسرته الشهوات اسرته الدنيا يرظى لاجل الدنيا يغظب لاجل الدنيا يفرح لاجل الدنيا فحسب ذلك مبلغه من العلم
القرآن يحدث هذا التغيير
ان كانت نظرة المسلم قاصرة يفكر في يومه وليلته
ماذا يأكل? ماذا يشرب? ماذا يلبس? القرآن
يجعل المسلم بعيد النظرة
يبني المستقبل يعلمه ما هو المستقبل
المستقبل القرآن ان قرأت القرآن علمه كما هو المستقبل
المستقبل ليس اذا طعنت في الاربعين او الخمسين او الستين
لا
مستقبل امر اخر المستقبل عنده جل جلاله
عند الله هذا مستقبلي ومستقبلك
هذا الذي يحتاج منا ان نبنيه
القرآن يعلمنا هذه الحقائق
يعلمنا الافتقار الى الله
الذل بين يديه
الانكسار اليه سبحانه وتعالى ان نرجوه ولا نرجو احدا سواه
ان نخافه ولا نخاف احدا سواه
رزقنا الله واياكم البصيرة والتدبر في كتابه
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ
والذكر الحكيم اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *