تأملات في اسم الله الغني

معاشر المسلمين مرت بنا ايام فيها عبرة وعظة لاهل الايمان واهل اليقين واصحاب العقول الذين يتفكرون في خلق السماوات والارض عبرة عظيمة وان اعظم من استفاد من هذه الايام السالفة هو من عاش مع اسماء الله الحسنى وصف العلا تأمل فيها اشهد قلبه اسماء الله سبحانه وتعالى
شاهدها عيانا في هذا الكون
ان من اعظم حياة القلب ان يعيش المسلم مع اسماء الله الحسنى وصفاته العلى
من العبر يا عباد الله ان نعلم اليقين ان الله جل جلاله هو القوي ذو القوة المتين
واما بقية الناس مجرد ضعفاء
يقول الله سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة
ويقول سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره
ان الله لقوي عزيز
الله سبحانه وتعالى هو القوي جل في علاه
واما بقية الناس افرادا وجماعات ودولا مجرد ضعفاء
من العبر ان نعلم يا عباد الله علم اليقين ونحدث قلوبنا بان الله هو الغني سبحانه وتعالى غني بذاته له الغناء له الغنى الفقراء الى الله
والله هو الغني الحميد
قال العلماء لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى? والله الغني وانتم فقراء
او يا ايها الناس انتم فقراء الى الله
لان هذا فيه الناس وفيه غير الناس من الكائنات الاخرى
لماذا قال الله سبحانه وتعالى انتم الفقراء بالتعريف? قال العلماء يعني كأن هؤلاء الناس هم جنس الفقراء
فكأنهم افقر من الكائنات الاخرى مع ان الله سبحانه وتعالى كرم بني ادم واعطاهم من العلم واعطاهم من العقول لكن الله سبحانه وتعالى يبين ضعف الانسان
وفقر الانسان فقال سبحانه وتعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله
مجرد فقراء الى الله سبحانه وتعالى والله له الغنى المطلق جل في علاه
والله هو الغني الحميد
الغني في مقابل الفقراء فما فائدة اقتران اسم الله الحميد? الله سبحانه وتعالى غني ويحمد على غناه لان بعض الخلق قد يكون غن غنى نسبيا لكنه يذم على غناه
لانه ممسك وغير نافع لعباد الله عز وجل
الله جل جلاله غني وحميد جل جلاله يحمد على هذا الغنى معاشر المسلمين من العبر التي ينبغي علينا ان نعيشها ونتفكر فيها في اسماء الله سبحانه وتعالى ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يدبر الامر قال الله جل جلاله في ثلاث ايات في الكتاب العزيز يدبر الامر التدبير بيد الله جل جلاله والله يحكم لا معقب لحكمه
يقول سبحانه وتعالى يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد ذلكم الله ربكم افلا تذكرون? يقول سبحانه وتعالى في سورة الرعد يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ويقول سبحانه وتعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرى سبحانه وتعالى يدير هذا الكون وفق حكمته سبحانه وتعالى
وارادته معاشر المسلمين من العبر التي يستفيدها المؤمن
اننا نحن عباد لله سبحانه وتعالى في هذه الدار دار الدنيا بين امرين لا ثالث لهما
بين سراء وضراء تأتي علينا ايام فيها من السرور والنعم وتأتي علينا ايام فيها ضر وفيها مصائب فماذا نعمل? اسمعوا لهذا الحديث الذي نعرفه جميعا ونحفظه جميعا لكن فيه عبرة في مثل هذه الاوقات
اخرج الامام مسلم من طريق ثابت قال حدثنا عبدالرحمن بن ابي ليلى عن صهيب ابن سنان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن
هذه خاصية لاهل الايمان
لا يعرفها المنافق
لا يعرفها البعيد عن الله لا يعرفها الكافر
وليس ذلك لاحد الا للمؤمن
ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له
وان اصابته ضراء صبر فكان له هذا الحديث يجعل المسلم في غاية الطمأنينة والسكون والراحة
حتى وان كان مريضا حتى وان كان مريضا حتى وان كان فقيرا حتى وان كان فقيرا
حتى وان كانت المصائب تنزل عليه والاختبارات تسرى عليه؟ نعم
لانه يعلم انها من الله سبحانه وتعالى فيطمئن قلبه
ويسكن ويعلم ان هذا خير
وعاقبته خير لانه من سبحانه وتعالى
فهنيئا لاهل الايمان
هنيئا لاهل الايمان امورهم امورهم كلها خير
احوالهم في هذه الدنيا كلها خير لانهم بين نعمة يشكرون الله عز وجل عليها او في ضراء ومصيبة يصبرون لله سبحانه وتعالى محتسبين في ذلك اجرهم على الله جل في علاه ورضي الله عن الفار عمر حين قال وجدنا خير ايامنا في الصبر
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *