واجبنا نحو القرآن

أَيُّهَا اَلْمُسْلِمُونَ إِنْزَالَ اَلْقُرْآنِ مِنْ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ تَسْتَوْجِبُ اَلْحَمْدَ وَالشُّكْرَ لِلَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَلِذَا فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ تَعَالَى حَمَدْ نَفْسَهُ بِإِنْزَالِ هَذَا اَلْكِتَابِ اَلْعَزِيزِ قَالَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي مَطْلَعِ سُورَةِ اَلْكَهْفِ اَلْحَمْدِ لِلَّهِ اَلَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدُهْ اَلْكِتَابِ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا مَعَاشَ اَلْمُؤْمِنِينَ تَكَفَّلَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ تَكْفُل اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بِحِفْظِ اَلْقُرْآنِ وَهَذِهِ كَذَلِكَ نِعْمَةً عَظِيمَةً فَإِنَّ اَلْكُتُبَ اَلسَّابِقَةَ جَعَلَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – حَفِظَ لِأَهْلِ اَلْعَلَمِ وَالْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ بِمَا اَسْتَحَفِظُوا مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ أَمَّا هَذَا اَلْكِتَابِ اَلْعَزِيزِ فَإِنَّ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – هُوَ اَلَّذِي تَكَفَّلَ بِحِفْظِهِ جَلَّ جَلَالُهُ قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ اَللَّه – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – هُوَ اَلْحَافِظْ لِهَذَا اَلْكِتَابِ اَلْمَجِيدِ عَلَى تَعَاقُبِ اَلْأَزْمِنَةِ اَلدُّهُورِ يَحْفَظُهُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي صُدُورِ اَلرِّجَالِ يَحْفَظُهُ عَلَى اَلسُّطُورِ بِأُمُورٍ يُقَدِّرُهَا اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَيُرَى اَلْعِبَادُ مِنْ لُطْفِ اَللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مَا تَتَحَيَّرُ اَلْأَلْبَابُ بِحِفْظِ هَذَا اَلْكِتَابِ اَلْعَزِيزِ عِبَادِ اَللَّهِ لَقَدْ يَسُرُّ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – هَذَا اَلْقُرْآنِ وَهَذِهِ نِعْمَةٌ تَسْتَوْجِبُ اَلشُّكْرَ وَالْحَمْدَ لِلَّهِ جَلَالَهُ قَالَ اَللَّهُ وَلَقَدْ يَسُرُّنَا اَلْقُرْآنُ لِلذَّكَرِ فَهَلْ مِنْ مُذَكَّرٍ هَذَا اَلْقُرْآنِ اَلْعَظِيمِ اَلَّذِي سَمَّاهُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَنَّهُ وَصَفَهُ بِالْقَوْلِ اَلثَّقِيلِ أَنَا سَنُلْقِي قَوْلاً ثَقِيلاً وَمَعَ هَذَا فَيُسْرُ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – حِفْظُهُ وَمِنْ خَصَائِصَ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ أَنَّ أَنَاجِيلَهُمْ فِي صُدُورِهِمْ يَحْفَظُونَ كَلَامُ رَبِّهِمْ اَلْعَزِيزِ يَحْفَظُونَهُ بَيِّن جَنَبَاتِهِمْ وَفِي صُدُورِهِمْ وَهَذِهِ نِعْمَةٌ تَسْتَوْجِبُ اَلشُّكْرَ وَالْحَمْدَ لِلَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – مَعَاشِر اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْوَاجِبَ عَلَيْنَا تُجَاهَ كِتَابٍ جَلَّ جَلَالُهُ وَاجِب عَظِيمٍ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا اَلْكِتَابِ اَلْعَزِيزِ وَانْ نَعْمَلُ بِهِ وَانْ نَتَدَبَّرهُ وَانْ نُعَظِّمُهُ فِي قُلُوبِنَا وَقُلُوبِ أَبْنَائِنَا وَقُلُوبُ اَلنَّاسِ أَجْمَعِينَ فَهُوَ كَلَامُ اَللَّهِ هَذَا اَلْقُرْآنِ اَلَّذِي نَقْرَأْهُ غَظَا طَرِيًّا قَرَأَهُ مُحَمَّدْ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لَا نَشُكُّ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْهُ لِأَنَّ اَللَّهَ اَلَّذِي تَكَفَّلَ بِحِفْظِهِ هَذَا اَلْقُرْآنِ يَجِبُ عَلَيْنَا تُجَاهِهِ أُمُورُ يَا عِبَادُ اَللَّهِ مِنْهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ اَلْإِيمَانِ بِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّدَبُّرِ وَمِمَّا يَنْبَغِي اَلْعِنَايَةَ بِهِ غَا أَنْ يَكُونَ لِلْمُسْلِمِ وَرَدَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ يَحْفَظُ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ مِنْ كَلَامِ رَبِّهِ جَلَّ جَلَالُهُ كَيْفَ يَكُونُ قَلْبُ مَفْلْ مُؤْمِن بِاَللَّهِ خَالٍ قَلْبِ مِنْ كَلَامِ اَللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ لَا يَحْفَظُ مِنْ كَلَامِ اَللَّهِ إِلَّا آيَاتٍ مَعْدُودَاتٍ هَذَا لَا يَلِيقُ بِالْمُؤْمِنِ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ وَهُوَ يَسْمَعُ اَلنُّصُوصَ فِي فَضْلِ حِفْظِ كَلَامِ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – جَاءَ فِي اَلْحَدِيثِ كَمَا فِي حَدِيثِ عَاصِمْ اِبْنُ بَهْدَلَة عَنْ زِرِّ اِبْنِ حُبَيْشْ عَنْ عَبْدِ اَللَّهْ اِبْنْ عَمْرُو قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُقَال لِصَاحِبِ اَلْقُرْآنِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ اِقْرَأْ وَأَرْقَى وَرَتَّلَ كَمَا كُنْتُ تُرَتِّلُ فِي اَلدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخَرَ أَيَّةَ تَقْرَأَهَا لِصَاحِبِ اَلْقُرْآنِ صُحْبَةَ صُحْبَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اَلْقُرْآنِ عَرَفَ بِالْقُرْآنِ لِأَنَّهُ مُلَازِمُ لِقِرَاءَتِهِ مُلَازِمَ لِحِفْظِهِ يُعَانِيهُ إِنَاءُ اَللَّيْلِ اَلنَّهَارِ لِمَاذَا ؟ لِأَنَّهُ كَلَامُ اَللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ هُوَ يُحِبُّهُ لِأَنَّهُ كَلَامُ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَبْذُلَ جُهُود كَبِيرَةً جِدًّا لِلْحِفْظِ نَعِمَ اَلْحِفْظُ فِيهِ مَشَقَّةُ وَفِيهِ تَعَبٌ وَقَدْ يَحْفَظُ اَلْإِنْسَانُ وَيَنْسَى وَهُنَا يَأْتِي مِنْ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – حَتَّى يَتَبَيَّنَ مِنْ صَادَقَ فِي مَحَبَّتِهِ لِكَلَامِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يُعَانِي مِنْهُ يُعَانِي اَلْحِفْظُ يُكَرِّرُهُ مَرَّةً بَعْد مَرَّةٍ حَتَّى يُفْرِخَ فِي قَلْبِهِ اَلْقُرْآنِ أَشَدَّ تَفَلُّتًا مِنْ اَلْإِبِلِ فِي عَقْلٍ لِمَاذَا ؟ حَتَّى يَتَعَاهَدَ حَافَظَ اَلْقُرْآنُ وَغَيَّرَ حَافَظَ اَلْقُرْآنُ يُقَالُ لِصَاحِبِ اَلْقُرْآنِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ اِقْرَأْ وَأَرْقَى قَالَ اَلْعُلَمَاءُ هَذِهِ لِحَافِظْ اَلْقُرْآنِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ لَا تُوجَدُ صُحُفٌ يَقْرَأُ مِنْهَا اَلنَّاسُ لَكِنَّ حَافَظَ اَلْقُرْآنُ اَلَّذِي اُسْتُدْرِجَ اَلنُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ غَيْرُ أَنَّهُ لَا يُوحِي إِلَيْهِ حَافَظَ لِلْقُرْآنِ فَيُقَال لَهُ اِقْرَأْ وَأَرْقَى وَرَتَّلَ كَمَا كُنْتُ تُرَتِّلُ فِي اَلدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرٍ آيَةٍ تَقْرَأْهَا قَالَ اَلْإِمَامُ أَبُو سُلَيْمَانْ اَلْخَطَابِيِّ هَذَا اَلْحَدِيثِ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ دَرَجَاتِ اَلْجَنَّةِ بِعَدَدِ اَلْقُرْآنِ فَمَنْ كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ صَعِدَ إِلَى أَعْلَى دَرَجَاتِ اَلْجَنَّةِ وَكَّلَ بِحَسَبِهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَجَاءَ فِي اَلْحَدِيثِ فِي اَلصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ سَعْدْ بْنْ هِشَامْ عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِثْلٌ اَلَّذِي يَقْرَأُ اَلْقُرْآنُ وَهُوَ حَافَظَ لَهُ زِيَادَةٌ وَهُوَ حَافَظَ لَهُ فِي اَلصَّحِيحِ وَهُوَ حَافَظَ لَهُ مَعَ اَلسُّفْرَةِ اَلْكِرَامِ اَلْبَرَرَةِ يَعْنِي مَعَ اَلْمَلَائِكَةِ هَذَا اَلَّذِي حِفْظِ اَلْقُرْآنِ وَبِتَعَاهُدِهِ هَذَا مَعَ اَلْمَلَائِكَةِ فَضْلْ عَظِيمٍ يَا عِبَادُ اَللَّهِ فَضْلْ عَظِيمٍ أَنْ تَكُونَ مَعَ اَلسُّفْرَةِ اَلْكِرَامِ اَلْبَرَرَةِ حَافَظَ لِلْقُرْآنِ تَعْمَلُ بِهِ تَخْشَى اَللَّهَ تَتَعَاهَدُ هَذَا اَلْحِفْظِ يَتَفَلَّتُ مِنْكَ وَتَعُودُ وَتَرَاجُعُهُ وَتُعَانِيهُ وَتَقُومُ فِيهِ بِهَذَا اَلْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ هَذَا أَجْرُهُ مَاذَا ؟ مَعَ اَلسُّفْرَةِ اَلْكِرَامِ اَلْبَرَرَةِ اَلْقُرْآنَ يَأْتِي شَافِعًا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ يَقُولُ يَا رَبُّ حَلِّهِ فِي لَبْسِ تَاجِ اَلْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّي حَلُّهُ فِي لَبْسِ حُلَّةِ اَلْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّي زِدْهُ يَا رَبٌّ أَرْضَى عَنْهُ فَيَرْضَى اَللَّهُ عَنْهُ وَيُعْطَى بِكُلّ حَرْفٍ حَسَنَةٍ كَمَا صَحَّتْ بِذَلِكَ عَنْ اَلنَّبِيِّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَحَادِيث فَضَّلَ حِفْظُ اَلْقُرْآنِ كَثِيرَةً وَالْعَجِيبُ يَا إِخْوَةً أَنَّ كَثِيرًا مِنَّا يَعْرِفُ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ وَيَحْفَظُهَا لَكِنَّهُ لَمْ يَحْدُثْ نَفْسَهُ يَوْمًا مِنْ اَلدَّهْرِ أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ اَلْحِفَاظِ أَنْ يَحْفَظَ اَلْقُرْآنُ قُرْآنَ كَلَامِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَجْتَهِدَ فِي هَذَا لَعَلَّ اَللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لَهُ سُورَةٌ سُورَتَانِ جُزْءِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ هَذَا فَضْلْ لَكِنْ مِنْ سَارَ عَلَى اَلدَّرْبِ وَصَلَ لَا تَكُنْ مِنْ اَلْمَحْرُومِينَ اَلَّذِينَ لَا يُفَكِّرُونَ أَنْ يَحْفَظُوا كَلَامُ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – إِذَا سَمِعَ هَذِهِ اَلنُّصُوصِ يَنْصَرِفُ ذِهْنُهُ إِذَا لِعَلِي اِدْفَعْ بِابْنِي لِحَلَقَاتِ اَلتَّحْفِيظِ حَتَّى يَحْفَظَ نَعَمْ هَذَا خَيِّرٌ وَهَذَا فَضْلْ وَمَاذَا عَنْكَ أَنْتَ ؟ وَمَاذَا عَنْكَ أَنْتَ ؟ لَوْ كُنْتُ طَعَنَتْ فِي اَلْأَرْبَعِينَ أَوْ اَلْخَمْسِينَ أَوْ اَلسِّتِّينَ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ اَلصَّحَابَةُ كَثِيرَ مِنْهُمْ دَخَلَ فِي اَلْإِسْلَامِ وَعُمْرِهِ فِي اَلْخَمْسِينَ وَالسِّتِّينَ وَحَفِظُوا كَلَامَ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بَيِّن بَيْنَنَا فِي هَذِهِ نِسَاءٌ كَبِيرَاتٌ فِي اَلسِّنِّ طَاعِنَاتٌ فِي اَلسِّتِّينَ وَالسَّبْعِينَ حَفِظْنَا اَلْقُرْآنُ لِمَاذَا تَجْعَلُ اَلشَّيْطَانَ يُثْنِيكَ عَنْ حِفْظِ اَلْقُرْآنِ ؟ هَذَا فَضْلُهُ عَظِيمٌ وَأَجْرُهُ كَبِيرٌ عِنْدَ اَللَّهِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ فَظِلِّهِ أَنَّ يَحْفَظُ اَلْأَوْقَاتَ هَذِهِ اَلْأَوْقَاتِ اَلَّتِي تُهْدِرُ أَوْقَات تُهْدَرُ بِكَلَامٍ لَا طَائِلَ تَحْتَهُ وَلَا ثَمَرَةً فِيهِ سَاعَاتٌ تُهْدَرُ فِي اِسْتِرَاحَاتٍ وَفِي مَجَالِس أَقَلّ مَا يُقَالُ فِيهَا أَنَّهُ كَلَامٌ مُبَاحٌ إِنَّ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَلَامٌ يُؤْذِي صَاحِبُهُ وَيَبُوءُ بِالْإِثْمِ وَالْخُسْرَانِ مِنْ إِضَاعَةِ اَلْوَقْتِ اِجْعَلْ لَكَ وَقْتٌ وَلَوْ قَصِيرٍ كُلُّ يَوْمٍ تُحَافِظُ عَلَيْهِ تَحَفُّظُ كَلَامِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – تَدَخَّلَ فِي هَذِهِ اَلرَّحَمَاتِ مِنْ رَبِّ اَلْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ إِذَا سُمِعَتْ آيَاتٌ تَتَعَلَّقُ وَأَحَادِيثَ تَتَعَلَّقُ بِحِفْظِ اَلْقُرْآنِ اَلْعَظِيمِ لَا تُقِلُّ هَذِهِ لِطَالِبِ عِلْمٍ أَوْ لِدَاعِيَةِ أَوْ لِصِغَارِ اَلسِّنِّ وَأَنَا فَاتَنِي اَلْقِطَارُ هَذَا اَلْكَلَامِ مِنْ حِيَلِ اَلشَّيْطَانِ اَلشَّيْطَانِ يُثْنِيكَ عَنْ حِفْظِ اَلْقُرْآنِ اَلشَّيْطَانِ يُثْنِيكَ عَنْ حِفْظِ اَلْقُرْآنِ ؟ هَذَا فَضْلُهُ عَظِيمٌ وَأَجْرُهُ كَبِيرٌ عِنْدَ اَللَّهِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ فَظِلِّهِ أَنَّ يَحْفَظُ اَلْأَوْقَاتَ هَذِهِ اَلْأَوْقَاتِ اَلَّتِي تُهْدِرُ أَوْقَات تُهْدَرُ بِكَلَامٍ لَا طَائِلَ تَحْتَهُ وَلَا ثَمَرَةً فِيهِ سَاعَاتٌ تُهْدَرُ فِي اِسْتِرَاحَاتٍ وَفِي مَجَالِس أَقَلّ مَا يُقَالُ فِيهَا إِنَّهُ كَلَامٌ مُبَاحٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَلَامٌ يُؤْذِي صَاحِبُهُ وَيَبُوءُ بِالْإِثْمِ وَالْخُسْرَانِ مِنْ إِضَاعَةِ اَلْوَقْتِ اِجْعَلْ لَكَ وَقْتٌ وَلَوْ قَصِيرٍ كُلُّ يَوْمٍ تُحَافِظُ عَلَيْهِ تَحَفُّظُ كَلَامِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – تَدَخَّلَ فِي هَذِهِ اَلرَّحَمَاتِ مِنْ رَبِّ اَلْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ إِذَا سُمِعَتْ آيَاتٌ تَتَعَلَّقُ وَأَحَادِيثَ تَتَعَلَّقُ بِحِفْظِ اَلْقُرْآنِ اَلْعَظِيمِ لَا تُقِلُّ هَذِهِ لِطَالِبِ عِلْمٍ أَوْ لِدَاعِيَةِ أَوْ لِصِغَارِ اَلسِّنِّ وَأَنَا فَاتَنِي اَلْقِطَارُ هَذَا اَلْكَلَامِ مِنْ حِيَلِ اَلشَّيْطَانِ اَلشَّيْطَانِ يُثْنِيكَ عَنْ حِفْظِ اَلْقُرْآنِ اَلشَّيْطَانِ يُثْنِيكَ عَنْ حِفْظِ اَلْقُرْآنِ كَثِير مِنْ اَلنَّاسِ تَجِدُ فِي قَلْبِهِ وَرَأْسِهِ أَشْعَار كَثِيرَةً وَيَحْفَظُ وَيَطْرَبُ لَهَا وَلَكِنَّ قَلَّ لَهُ شَيْءٌ فِي كِتَابِ اَللَّهِ مَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اَلْآيَةِ وَالْحَدِيثِ وَلَا كَلَامَ اَلنَّاسِ مَا هَذَا اَلْهَجْرِ لِكَلَامِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فَأَقُولُ يَا أَخِي اَلْمُسْلِمَ نَعَمْ أَنْتَ أَنْتَ اِحْفَظْ اَلْقُرْآنَ اِبْدَأْ بِحِفْظِ اَلْقُرْآنِ أَنَّ كُنْتَ تَحَفُّظَ سُورٍ مَعْدُودَةٍ زِدْهَا وَسَتَجِدُ لَذَّةُ لَذَّةِ عَظِيمٍ مَا يَجِدُهَا إِلَّا مِنْ عَانَى حِفْظُكَ إِلَى كَلَامِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – اَلْقُرْآنُ لَهُ لَذَّةٌ فِي قِرَاءَتِهِ وَلَهُ لَذَّةٌ فِي حِفْظِهِ وَلَهُ لَذَّةٌ فِي مُرَاجَعَتِهِ وَلَهُ لَذَّةُ أَنْ قَرَأْتُهُ وَأَنْتَ تَصِفُ قَدَمَيْكَ بَيْنَ يَدَيْ اَللَّهِ كِتَاب مُبَارَكٍ كَلَامِ اَللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ يَجِبُ عَلَيْنَا يَا عِبَادُ اَللَّهِ أَنْ نُعِيدَ اَلنَّظَرُ فِي عَلَاقَتِنَا مَعَ كَلَامِ اَللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – فَهِيَ اَلْعَلَاقَةُ اَلَّتِي سَتَسُرُّ لَهَا يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ وَالْقُرْآنِ حُجَّةً لَكَ أَوْ حُجَّةٍ عَلَيْكَ أُنَاسُ أَعَاجِمَ لَا يَتَكَلَّمُونَ اَلْعَرَبِيَّةُ يَحْفَظُونَ اَلْقُرْآنُ وَلَا يَحْتَرِمُونَ مِنْهُ حَرْفًا وَاحِدًا وَرُبَّمَا حَفِظُوهُ بِالْقِرَاءَاتِ اَلْعُشْرِ وَهُمْ لَيْسُوا عَرَبًا رُبَّمَا لَوْ تَحَدَّثَتْ مَعَهُ لَا يَفْهَمُ كَلَامُكَ لَكِنَّهُ يَقْرَأُ اَلْقُرْآنُ وَيَحْفَظُهُ كَمٌّ عَانَى هَذَا اَلْإِنْسَانِ ؟ وَكَمَّ بَذْلِ مِنْ اَلسَّاعَاتِ وَالْجُهُودِ ؟ وَكَمَّ سَهِرَ مِنْ اَللَّيَالِي حَتَّى يَحْفَظَ كَلَامُ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ؟ وَأَنْتَ عَرَبِيٌّ اَلْقُرْآنِ يَسِيرُ عَلَيْكَ وَلِذَلِكَ وَمَعَ ذَلِكَ يَعْزِفُ اَلْإِنْسَانُ عَنْ اَلْحِفْظِ وَلَا يَحْدُثُ نَفْسَهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ حَفَظَةِ اَلْقُرْآنِ أَوْ حِفْظِهِ مَا تَيَسَّرَ مِنْ اَلْقُرْآنِ أَقُولُ يَا عِبَادُ اَللَّهِ وَاَللَّهِ إِنَّ هَذَا حِرْمَانُ وَاَللَّهِ إِنَّ هَذَا حِرْمَانُ وَاَللَّهِ إِنَّ هَذَا حِرْمَانٌ أَنَّ لَا نَفْسِكَ أَنَّ تَحَفُّظَ كَلَامِ اَللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَأَنْتَ غَرِيبٌ عَنْ كَلَامِ اَللَّهِ تَسْمَعُ اَلْآيَاتُ كَانَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ تَسْمَعُهَا لَمْ تَسْمَعْهَا قَبْلُ وَلَمُّ تَحَفُّظِهَا وَلَمْ تَقْرَأْهَا وَالْقُرْآنِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أَمَّا أَنْ يَكُونَ حُجَّةً لَكَ أَوْ حُجَّةٍ عَلَيْكَ كَمَا فِي صَحِيحٍ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَالِكْ اَلْأَشْعَرِيّ وَاَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ وَقَالَ اَلرَّسُولُ يَا رَبِّي أَنَّ قَوْمِي اِتَّخَذُوا هَذَا اَلْقُرْآنِ مَهْجُورًا وَمِنْ أَنْوَاع هَجْرِ اَلْقُرْآنِ أَنَّهُ مَا يَحْفَظُ شَيْءَ مِنْهُ أَنَّهُ لَا يَحْفَظُ شَيْءَ مِنْهُ اَلْقُرْآنُ فَاَللَّهُ اَللَّهُ وَاعْقِدْ اَلْعَزْمَ أَنْ يَكُونَ لَكَ وَرَدَ مِنْ كَلَامِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَحَفُّظهُ وَتُعَانِيهُ وَانْ نَسِيَتْهُ رَاجَعَهُ فَالْعَاقِبَة حَمِيدَةٌ اَلْعَاقِبَةِ حَمِيدَةً إِذَا نَظَرَ اَلْإِنْسَانُ وَتُفَكِّرُ فِي أَيَّامِهِ اَلسَّالِفَةِ فَإِذَا هُوَ بَيْنَ كِتَابِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقْرَأُ وَيَحْفَظُ وَيُرَاجِعُ وَيُعَانِي اَلْقُرْآنُ وَيَتَعَلَّمُ اَلْقُرْآنُ وَيَتَدَبَّرُ اَلْقُرْآنُ هَذِهِ وَاَللَّهِ اَلْحَيَاةِ وَاَللَّهِ إِنَّ هَذِهِ اَلْحَيَاةِ اَلْكَرِيمَةِ اَلْفَاضِلَةِ اَلَّتِي يَسُرُّ اَلْإِنْسَانُ إِذَا طُوِيَتْ صُحُفُهُ وَلَقِيَهَا رَبِّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ عَانَى هَذَا اَلْكِتَابِ اَلْعَظِيمِ اَللَّهِ اَللَّهِ بِكِتَابِ اَللَّهِ اَللَّهِ اَللَّهِ بِكِتَابِ اَللَّهِ اَللَّهِ اَللَّهِ بِكِتَابِ اَللَّهِ بَارَكَ اَللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي اَلْقُرْآنِ اَلْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ اَلْمَوَاعِظِ وَالذَّكَرِ اَلْحَكِيمِ اَقُولْوَا مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتُ اَللَّهِ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفَرُوهُ أَنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورْ اَلرَّحِيمِ

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *