مَعَاشِر اَلْمُؤْمِنِينَ أَخِي اَلْمُسْلِمُ أَلَّا تُعْجِبَ مِنْ كَثْرَةِ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْ اَلنِّفَاقِ وَأَهْلِهِ لَقَدْ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي اَلْقُرْآنِ كَثِيرًا عَنْ اَلنِّفَاقِ وَأَهْلِهِ وَأَبْدَى وَأَعَادَ فِي شَأْنِهِمْ ذِكْرُهُمْ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي سُورَةِ اَلْبَقَرَةِ وَفِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانْ وَأَطَالَ فِي ذِكْرِهِمْ فِي سُورَةِ اَلنِّسَاءِ وَذَكَّرَهُمْ فِي اَلْمَائِدَةِ وَذَكَّرَهُمْ فِي اَلْأَنْفَالِ وَأَطَالَ بِذِكْرِهِمْ فِي سُورَةِ اَلتَّوْبَةِ سُورَةَ بَرَاءَةِ اَلَّتِي مِنْ أَسْمَائِهَا اَلْفَاضِحَةِ اَلَّتِي فَضَحَتْ أَهْلَ اَلنِّفَاقِ لِأَنَّ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِيهِ أَهْلُ اَلنِّفَاقِ فَبَيْن صِفَاتِهِمْ وَأَكْثَر مِنْ قَوْلِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي هَذِهِ اَلسُّورَةِ وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ ذِكْرُهُمْ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي سُورَةِ اَلْعَنْكَبُوتِ ذِكْرَهُمْ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي اَلْأَحْزَابِ ذِكْرَهُمْ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي سُورَةِ مُحَمَّدْ وَفِي سُورَةِ اَلْفَتْحِ وَفِي سُورَةِ اَلْحَدِيدِ بَلْ أَفْرَدَتْ سُورَةً بِاسْمِهِمْ سُورَةً اَلْمُنَافِقِينَ سُورَةً اَلْمُنَافِقِينَ اَلَّتِي كَانَ ي رَسُولُنَا – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي صَلَاةِ اَلْجُمْعَةِ يَقْرَأُ فِي اَلرَّكْعَةِ اَلْأُولَى سُورَةَ اَلْجُمْعَةِ وَفِي اَلرَّكْعَةِ اَلثَّانِيَةِ سُورَةً اَلْمُنَافِقُونْ أَوْ سُورَةٍ اَلْمُنَافِقِينَ يَقْرَأْهَا رَسُولُنَا اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذِكْرُ اَلْعُلَمَاءِ فِيمَا ذَكَرُوا مِنْ اَلْحُكْمِ لِمَاذَا تَكَرَّرَ هَذِهِ اَلسُّورَةِ وَتَقْرَأُ وَتَقْرَعُ بِهَا اَلْأَسْمَاعُ كُلَّ جُمْعَة ذَكَرُوا فِيمَا ذَكَرُوا مِنْ اَلْحُكْمِ فِيهِ تَذْكِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونُوا أَبْعَدَ اَلنَّاسُ عَنْ صِفَاتِ أَهْلِ اَلْمُنَافِقِينَ وَأَخْلَاقِهِمْ وَسُلُوكِهِمْ وَقَالُوا فِيمَا قَالُوا مِنْ اَلْحُكْمِ تَقْرَأُ سُورَةً اَلْمُنَافِقِينَ تَقْرِيعًا لِأَهْلِ اَلنِّفَاقِ فَأَهَّلَ اَلنِّفَاقُ كَانُوا يَحْ صَلَاةَ اَلْجُمْعَةِ مَعَ اَلنَّبِيِّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِذْ هَمَّ أَجَبْنَ مِنْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْهَا فَيَفْتَضِح أَمْرُهُمْ فَالنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُذَكِّرُهُمْ بِهَذِهِ اَلسُّورَةِ مَعَاشِرُ اَلْمُؤْمِنِينَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – لِمَا ذَكَرَ فِي مَطْلَعِ سُورَةِ اَلْبَقَرَةِ أَقْسَامَ اَلنَّاسِ وَهُمْ ثَلَاثَةُ أَقْسَامِ أَهْلِ اَلْإِيمَانِ جَعَلَنِي اَللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ وَأَهْلِ اَلنِّفَاقِ أَعَزَّكُمْ اَللَّهُ وَأَهْلِهِ أَجْلُكُمْ اَللَّهُ ذَكَرَ أَهْلَ اَلْإِيمَانِ بِأَرْبَعِ آيَاتِ وَأَهْلِ اَلْكُفْرِ بِآيَتَيْنِ وَالْمُنَافِقُونَ ذِكْرَهُمْ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بِثَلَاثِ عَشْرَةَ آيَةً قَالَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مُرْضٍ فَزَادَهُمْ اَللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا مَا كَانُوا يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ إِلَّا أَنَّهُمْ هُمْ اَلْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمَنُوا كَمَا أَمَّنَ اَلنَّاسُ قَالُوا إِنَّ أُؤْمِنَ كَمَا آمِن اَلسَّفَرِ إِلَّا أَنَّهُمْ هُمْ اَلسُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُوا اَلَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا أَمْنًا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اَللَّهَ يَسْتَهْزِئُ بِهُمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طَغَنِيَاتْ يُعَمِّرُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ مَثَّلَهُمْ كَمَثَلِ اَلَّذِي اِسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اَللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرْكِهِمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ أَوْ كُصَيْبْ مِنْ اَلسَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعُهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ اَلصَّوَاعِقِ حَذَّرَ اَلْمَوْتُ وَاَللَّهُ مُحِيطُ بِالْكَافِرِينَ يَكَادَ اَلْبَرْقُ يَخْطِفُ إِبْصَارُهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَم عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اَللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اَللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ.
إِطَالَة فِي ذِكْرِ تَفَاصِيلِ أَحْوَالِهِمْ اَلْمُتَأَمِّلَ لِلْكِتَابِ اَلْعَزِيزِ يَجِدُ أَنَّ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَذْكُرَ اَلْمُنَافِقِينَ فِي سِيَاقَاتِ شَتَّى مِنْ هَذِهِ اَلسِّيَاقَاتِ اَلَّتِي يُذْكَرُ اَلْمُنَافِقُونَ فِيهَا سِيَاقُ اَلشَّدَائِدِ وَالْمِحَنِ وَالْجِهَادِ وَالْقِتَالِ فِي حَالِ اَلشَّدَائِدِ وَالْمِحَنِ يَنْكَشِفُ اَلْمُنَافِقُ يَفْتَضِحُ أَمْرُهُ يَخْرُجُ مَا كَانَ يُبْطِلُهُ مِنْ كَفْرٍ وَمُعَانِدَةٍ وَمُحَايِدَةٍ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – ذَكَرَ غَزَوَاتِ اَلنَّبِيِّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي اَلْقُرْآنِ غَزْوَةَ بَدْرِ ذِكْرِهَا اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فِي سُورَةِ اَلْأَنْفَالِ مَاذَا قَالَ اَلْمُنَافِقُونَ ؟ فِي غَزْوَةٍ ب أَخْبَرَنَا اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – قَالَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – عَنْ اَلْمُنَافِقِينَ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا وَيَقُولُ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ تَعَالَى وَإِذْ طَوْرُهُ يَقُولُ اَلْمُنَافِقُونَ وَاَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَض غِرٍّ هَؤُلَاءِ دِينَهُمْ يَقْصِدُونَ أَهْلُ اَلْإِيمَانِ هَؤُلَاءِ أُنَاسُ إِقْرَارِ سُفَهَاءِ اَلْأَحْلَامِ غَرَّهُمْ هَذَا اَلدِّينِ فَخَرَجُوا يُقَاتِلُونَ غَرَّهَا هَؤُلَاءِ دِينَهُمْ وَمِنْ يَتَوَكَّلُ عَلَى اَللَّهِ فَإِنَّ اَللَّهَ شَدِيدٌ اَلْعِقَابِ مَاذَا عَنْ مَوْقِفِهِمْ فِي غَزْوَةِ أُحُدِ ؟ نَبَأَنَا اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – عَنْهُ فِي فِي غَزْوَةِ أُحُدِ ذَكَرَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – طَرَفًا مِنْ ذَلِكَ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانْ يَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلْيَعْلَمْ اَلَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتَلُوا فِي سَبِيلِ اَللَّهِ أَوْ اِدْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَبَعَنَاكَمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاَللَّهُ أَعْلَمَ بِمَا يَكْتُمُونَ فِي خَنْدَقِ اَلْأَحْزَابِ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بَيَّنَ مَوْقِفُ اَلْمُنَافِقِينَ فِي هَذِهِ اَلْغَزْوَةِ يَقُولُ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَةَ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُود فَأَرْسَلْنَا عَلَيْكُمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرْوِهَا وَكَانَ اَللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَل مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ اَلْأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ اَلْقُلُوبُ اَلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاَللَّهِ اَلدُّيُونَ هُنَالِكَ اُبْتُلِيَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَزَلْزَلُوا شَدِيدًا وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا وَإِذْ قَالَ طَائِفَةً مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ نَسُوا حَتَّى اَلْأَسْمَاءِ اَلشَّرْعِيَّةِ اَلنَّبِيُّ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ يَثْرِبَ إِلَى نَبِيِّنَا فِي حَالِ اَلشِّدَّةِ نَسُوا هَذَا وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةً مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَام لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِن فَرِيقُ مِنْهُمْ اَلنَّبِيُّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةً وَمَا هِيَ بِعَوْرَةِ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا وَلَوْ دَخَلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا اَلْفِتْنَةَ لِأَتُوهَا وَمَا تَلْبَثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اَللَّهُ مِنْ قِبَلٍ لَا يُولُونَ اَلْأَدْبَارُ وَكَانَ عَهْدُ اَللَّهِ مَسْئُولاً كُلَّ وَكَانَ عَهْدُ اَللَّهِ مَسْؤُولاً قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمْ اَلْفِرَارُ أَنْ فَرَرْتُمْ مِنْ اَلْمَوْتِ أَوْ اَلْقَتْلِ وَإِذَا لَا تُمْتِعُونَ إِلَّا قَلِيلاً ثُمَّ بَيْنَ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَحْوَالُهُمْ فِي هَذَا اَلْمَوْطِنِ مِنْ مُوَاطِنِ اَلْكَرْبِ وَالشِّدَّةِ مَاذَا كَانَ حَالُهُمْ ؟ فِي غَزْوَةِ حُنَيْنْ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ غَزْوَةَ تَبُوكَ اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ لِلْغَزْوِ وَرَاءَ يَعْنِي لَا يُصَرِّحُ إِلَى أَيْنَ سَيَتَّجِهُ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ؟ وَهَذَا مِنْ حُنْكَتِهِ اَلْعَسْكَرِيَّةِ إِلَّا فِي غَزْوَةٍ تَبُو أَخْبَرَ اَلنَّاسُ لِاعْتِبَارَاتٍ كَثِيرَةٍ ذَكَرَهَا أَهْلُ اَلْعِلْمِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ تَخَلُّفَ مِنْ تَخَلُّفِ مِنْ أَهْلِ اَلنِّفَاقِ قَالَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – عَنْهُمْ فَرِحٌ اَلْمُخَلِّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اَللَّهِ وَانْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي اَلْحَرِّ رَدَّ اَللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – عَلَيْهِمْ قَلَّ نَارَ جَهَنَّمِ أَشَدَّ حُرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ هَؤُلَاءِ اَلَّذِينَ تَخَلَّقُوا وَمِنْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَعْتَذِرُوا مَاذَا كَانَ حَالُهُمْ فِي اَلطَّرِيقِ ؟ كَانَ حَالُهُمْ اَلِاسْتِهْزَاءُ بِالدِّينِ وَبِسَيِّدْ وَبِصَحَابَة نَبِيّنَا اَلْأَمِينَ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَانْزِلْ اَللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – آيَاتٌ تَبَيَّنَ مَا يُخْفُونَهُ وَمَا يُحَذِّرُونَهُ فِي آيَاتٍ فِي سُورَةِ اَلتَّوْبَةِ فِي صُلْحِ اَلْحُدَيْبِيَةَ مَاذَا قَالَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – عَنْ أَهْلِ اَلنِّفَاقِ ؟ قَالَ اَللَّهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ لَنْ يَنْقَلِبَ اَلرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزَيَّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظْنَنْتَمْ ظَنًّا وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا هَذَا يَا مَعَاشِر اَلْمُؤْمِنِينَ بَعْضَ سِيَاقَاتِ ذِكْرِ اَلْقُرْآنِ لِأَهْلِ اَلنِّفَاقِ فَهْمَ مِنْ أَشَدِّ اَلنَّاسِ خَوْرًا وَضَعْفًا فِي حَالِ اَلشَّدَائِدِ اَلْمِحَنَ نَسْأَلُ اَللَّهُ اَلسَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ مِنْ حَالِهِمْ بَارَكَ اَللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي اَلْقُرْآنِ اَلْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ اَلْمَوَاعِظِ وَالذَّكَرِ اَلْحَكِيمِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفَرَ اَللَّهُ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفَرُوهُ أَنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورْ اَلرَّحِيمِ