الصبر والثبات على الدين

معاشر المسلمين روى الامام البخاري رحمه الله تعالى بسنده من طريق اسماعيل لابن هرمز عن قيس ابن عوف عن خباب ابن الارت رضي الله عنه قال شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو متوسد
بردة في ظل الكعبة
فقلنا يا الله الا تستنصر لنا? الا تدعو لنا? فقال صلى الله عليه وسلم ان من كان قبلكم وفي رواية فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه محمر فقال ان من كان قبلكم يحفر له في الارض فيجاء بالمنشار فيوضع رأسه فيفلق او فيشق باثنتين
لا يصده ذلك عن دينه
ويؤتى بامشاط الحديد
ما بين عظمه ولحمه او قال ما بين عظمه وعصبه
ما يصده ذلك عن دينه شيء
والله ليتمن والله ليتمن الله هذا الامر
يعني هذا والله ليتمن هذا والله ليتمن الله هذا الامر
حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت
لا يخاف الا الله
وفي رواية والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون
هذا الحديث العظيم من الاحاديث المكية في اول الاسلام
النبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة
ثلاثة عشرة سنة
مستضعف في تفاوت في هذه السنوات لكن الصبغة العامة للعهد المكي
كان النبي صلى الله عليه وسلم مستضعف هو واصحابه
يأتيه احد ماذا يريد منه? يريد فقط الاستنصار والدعاء
يجيبه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الجواب
هذا الحديث فيه جملة من الفوائد والمسائل
نعرض لثلاث مسائل
المسألة الاولى المسألة ثبات على الدين الثبات على الدين خباب ابن الارت لم يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم يبدي ضجره من الدين وانما يريد ان يستنصر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعو له ماذا يكون الجواب? النبي صلى الله عليه وسلم يضرب له مثلا اعلى في الثبات على الدين
ممن سبقونا في الامم السابقة
ينشر بمنشار الحديد
ويؤتى بامشاط الحديد يتمزق لحمه وعصبه لا يرده ذلك عن دينه شيئا
يأخذ بالعزيمة مع انه لو تلفظ بالكفر قال الله سبحانه وتعالى الا من وقلبه مطمئن بالايمان
لكن من قوة ايمانه ومحبته للدين يتمسك به
مع ان له رخصة في دين الله لا يأخذ بالمرتبة الاعلى
بالتمسك بالدين بدين الله سبحانه وتعالى
لماذا? لانه يحب الدين
كما جاء في الحديث وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره
ان يقذف في النار
فهو يكره ان في الكفر ولذلك يأخذ بالعزيمة وهذا مثال على الثبات على الدين والتمسك بهذا الدين يقول الله سبحانه وتعالى فاستمسك بالذي اوحي اليك ويقول الله سبحانه وتعالى مادحا الذين يتمسكون بالدين قال والذين يمسكون بالكتاب يمسكون صيغة مبالغة ليس فقط مسك او دون ذلك وانما زيادة في مبنى الكلمة ليدل على الزيادة في المعنى فهم في غاية التمسك
هذه مسألة المسألة الاخرى يا عباد الله اليقين اليقين باخبار الله سبحانه وتعالى
ومن اليقين ان توقن ايقانا تاما ان هذا الدين دين قد تكفل الله سبحانه وتعالى بنصره
حتى وان حاربه الناس حتى وان حاربه الناس
حتى وان الناس على رمي الاسلام والمسلمين عن قوس واحدة حتى وان
الله سبحانه وتعالى في القرآن يبين لنا المكر
مكر الكفار ليس حديثا وانما هو قديم
يقول الله سبحانه وتعالى ان الذين كفروا ينفقون ما قال الله سبحانه وتعالى انفقوا لا ينفقون
في استمرارية
ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله
فسينفقونها
ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون
لماذا كل هذا البلاء ويبتلى المسلمون في دينهم? قال الله ليميز الله الخبيث من الطيب
ليميز الله الخبيث من الطيب فهذا المكر وازالة الاسلام او ادالة الكفر على الاسلام وازالة الاسلام على الكفر هذا التدافع لحكم عظيمة الله سبحانه وتعالى يريدها الله سبحانه وتعالى يستطيع ان ينصر رسله كما خلقت السماوات والارض في ستة ايام يستطيع الله سبحانه وتعالى ان ينصر المرسلين الذين هم احب الخلق اليه جل جلاله ولكن يبتليهم يبتليهم نبي من انبياء يقتله اعداءه
نعم يقتله اعداءه في القرآن ويقتلون النبيين
محمد صلى الله عليه وسلم يقول اوذيت في الله وما يؤذى احد
واخفت في الله وما يخاف احد
نحن نعتقد ان احب الخلق الى الله محمد صلى الله عليه وسلم
ومع ذلك يبتلى في دار الدنيا
يمكن الكفار من اذية محمد صلى الله عليه وسلم يضعون سلا الجزور
على ظهره عليه الصلاة والسلام
ما يستطيع ان يرفع ظهره من السجود حتى تأتي ابنته رضي الله عنها تبعد الاذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كسرت رباعيته اسنانه كسرت عليه الصلاة والسلام
سقط عليه الصلاة والسلام في حفرة حفرها ابو عامر الفاسق
وجهشت ركبته ابتلاء في سبيل الله
ومع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام يوقن ويخبر اصحابه بان هذا الدين سيتم
والله سبحانه وتعالى يقول فاما نرينك بعض الذين نعدهم لتوفينك فالمسألة مسألة نصر الدين ليست متعلقة بذات النبي صلى الله عليه وسلم
يعني يقول له الله سبحانه وتعالى قد تموت يا محمد عليه الصلاة والسلام وانت لم ترى نصرة الدين
وفعلا النبي عليه الصلاة والسلام مات وكث البلدان الاسلامية لم تفتح
فهذا اليقين نحن بامس الحاجة اليه ان نوقن ان هذا الدين هذا الدين ليس دين فلان وفلان
او الجماعة الفلانية او الحزب الفلاني او الدولة الفلانية او الدولة الاخرى لا لا هو دين الله هذا دين دين الله
الله تكفل بنصره
وهذا يقين لان الله سبحانه وتعالى اخبر في محكم التنزيل في ايات كثيرة عن هذا الامر
انا لننصر رسلنا الحياة الدنيا انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد
والله سبحانه وتعالى يظرب لنا مثلا لشخص يعتقد ان هذا لن ينتصر
يقول الله سبحانه وتعالى من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والاخرة
فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ? يعني من كان يظن الظن فليقتل نفسه
لان هذا الدين سينتصر بعز عزيز او بذل ذليل
هذا الايقان لا بد ان يرسخ في نفوسنا
ونرسخه في نفوس ابنائنا
والمسألة الثالثة ولكنكم تستعجلون
يقول صلى الله عليه وسلم ولكنكم تستعجلون
الاستعجال بنصر الله سبحانه وتعالى
قد يحمل الانسان على امور لم يأمر الله سبحانه وتعالى بها
ولذلك الله جل جلاله امر النبي صلى الله عليه وسلم في ايات كثيرة في القرآن
افتح القرآن وانظر كم امر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر
في مقامات كثيرة وفي سياقات كثيرة ومن اخص هذه السياقات السياقات التي تتعلق بنصر الدين الله سبحانه وتعالى يقص على النبي عليه الصلاة والسلام اخبار الانبياء وما لاقوا من اقوامهم ثم يقول فاصبر اصبر ان وعد الله حق فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم فاصبر ولا يستخفنك الذين لا يوقنون الصبر واعلم ان النصر مع الصبر تصبر على الدين وعلى التمسك به وعلى الاعتزاز به وعلى الدعوة اليه وعلى الايمان الصبر ولا يكون حال الانسان كحال الرجل الذي يعبد الله على شك على ريب على حرف كما قال الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يعبد الله
لاحظ الاية يعبد الله عنده عبادة هو
لكنه يعبد الله على حرف على حرف يعني على شك
الحرف هو طرف الشيء
في الشيء ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به
طالما انه في رخاء وفيه نعمة
والدين يظهر ويعلو فهو مطمئ فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة بلاء في الدين في نفسه في ولده في ادانة الكفار على المسلمين انقلب على وجه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين
لا بد ان يعبد الله سبحانه وتعالى على يقين وعلى رسوخ كما قص الله سبحانه وتعالى لنا اخبار الامم السابقة وكما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك الله سبحانه وتعالى لما ذكر كيد الكفار في سورة ال عمران ماذا قال الله سبحانه وتعالى? قال وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط
اشياء قد تبدو للمسلمين واشياء لا تبدو
الله يعلمها
طيب ما السبيل? الصبر والتقوى
لا يضركم كيدهم شيئا
لا يكون ظرر على المسلمين
مهما حدث لماذا? لانهم على تقوى من الله وعلى صبر على هذا الدين
نسأل الله العلي العظيم ان يحيينا حياة السعداء وان يميتنا موت الشهداء
وان يلحقنا بالنبيين والصديقين بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *