ذكر المبدأ والمعاد

معاشر المؤمنين من السنة قراءة سورتي السجدة وهل اتى على الانسان حين من الدهر في صلاة الفجر من يوم الجمعة فقد روى البخاري ومسلم من حديث سعد ابن ابراهيم عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بالف لام ميم تنزيل وهل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
في صبح كل جمعة
قال الامام الشعبي ما شهدت ابن عباس صلى الفجر يوم الجمعة الا بتنزيل وهل اتى على الانسان حين? وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني انه كان يديم ذلك
هاتان الصورتان من السور التي تطرق سمع المسلم في كل جمعة كسورة الكهف وسورة الاعلى وسورة وسورة الجمعة وسورة المنافقون
معاشر المؤمنين سورة السجدة وسورة الدهر او الانسان او هل اتى على الانسان حين من الدهر? هاتين السورتين ذكر الله سبحانه وتعالى فيهما حقائق كبرى ومعاني عظيمة قد اشتركتا في بيان ذكر وذكر المبدأ ذكر تنزيل القرآن العظيم
ذكر انقسام الناس الى مؤمن وكافر
من القضايا العظيمة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في هاتين السورتين وفي غيرهما من سور القرآن
قصة هذا الانسان
قصتي انا وانت
قصة الذين يعمرون هذا الكوكب
ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة السجدة
فقال سبحانه وتعالى الذي احسن كل شيء خلقه
وبدأ خلق من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين
ثم سواه ونفخ فيه من روحه، وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون
ذكر الله سبحانه وتعالى هذه في سورة الانسان
بل ومن اسمائها الانسان في مطلعها يقول الله سبحانه وتعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا? هذا استفهام استفهام تقريري هل اتى على الانسان حين من الدهر? لم يكن شيئا مذكورا? هل جاء زمن من الازمنة? وقت من الاوقات هذا الانسان سواء كان ادم عليه السلام او الانسان بمعنى جنس انسان الجميع او انا وانت لم يكن شيئا مذكورا? الجواب لم يذكر في هذه الايات
ترك لك انت
يا من تقرأ القرآن يا من تتدبر القرآن
ترك لك الجواب
الجواب نعم
نعم
اتى على الانسان حين من الدهر
زمن لم يكن شيئا مذكورا
كانت ولم يكن الانسان الهواء ولم يكن الانسان
خلقه الله سبحانه وتعالى بعد ذلك
ثم قال جل جلاله انا خلقنا الانسان من نطفة امشات نبتليه بيان خلق الانسان وتكرار ذلك في القرآن لحكم عظيمة والله جل جلاله يذكرنا بها بين فترة واخرى حتى لا يرفع الانسان رأسه ويتكبر يذكر باصله من نطفة الامشاج نبتليه خلق من طين من تراب كيف بالله لهذا المخلوق الظعيف المسكين ان يتكبر هذه الحقيقة نتذكرها كل جمعة حتى نقدر الله سبحانه حق قدره الخالق جل جلاله
ونعرف من نحن? وكيف اتينا? وما قصتنا? انا خلقنا الانسان من نطفة
امشاج يعني اخلاط
هذا خلق الانسان
خلقه الله سبحانه وتعالى من نطفته
امشاج من من الذكر والانثى
نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا
خلقنا الله جل جلاله ليختبرنا
وجعل لنا الادوات التي نميز بها بين الحق والباطل بين الخير والشر فجعلناه سميعا بصيرا انا هديناه السبيل
اما شاكرا واما كفورا ثم تأخذ الايات في بيان ما اعده الله من عقاب لمن كفر به وما اعده الله سبحانه وتعالى من نعيم لمن امن به
هذه الحقيقة ينبغي الا تغيب عن المسلم
دائما يتذكرها
ولذلك الله سبحانه في القرآن يذكرها بين سورة واخرى
يقول سبحانه وتعالى ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين
ثم جعلناه نطفة في قرار مكين
ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا اخر
فتبارك الله
فتبارك الله احسن الخالقين
ثم انكم بعد ذلك لميتون
الدنيا لم تذكر
ثم انكم بعد ذلك لميتون
كان خلقنا للموت
يقول الله سبحانه وتعالى قتل الانسان ما اكفره
يعني ما اشد كفره
من اي شيء خلقه? من نطفة خلقه فقدره
ثم السبيل يسره
ثم اماته فاقبره
السبيل يسره اخرجه من بطن امه
قال ثم اماته فاقبره
لم تذكر الدنيا
ثم اماته فاقبر ثم اذا شاء انشره
هذا التكرار في القرآن لقصتنا نحن
الانسان حتى نقدر الله جل جلاله ونعظم الله فهو احسن الخالقين
ونعرف قدر انفسنا
ولذلك الله سبحانه وتعالى لما اراد ان يوبخ احد الكافر الذين يعترظون على من? يعترظون على الله
قال الله سبحانه وتعالى وضرب لنا مثلا ونسي خلقه
نسي خلقه
هو يعتمد على الله
يضرب الامثال ويعترض على رب العالمين
الله سبحانه وتعالى ماذا يقول له? يذكره بوصفه
وضرب لنا مثلا ونسي خلقه
قال من يحيي العظام وهي رميم? يعني هو انسان مفكر وعنده رؤى وعنده نظريات ويتكلم في نسي خلقه كيف خلقت انت? هذه الحقيقة ذكرها الله سبحانه وتعالى كما تقدم في القرآن مرارا حتى ليس مجرد المعرفة لا لا نتفكر بها ونتدبرها كلما الانسان تذكر اصله
كلما اراد ان يطغى تذكر اصله
والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب
ان كل نفس لما عليها حافظ
فلينظر مما خلق فلينظر امر من الله فلينظر فلينظر الانسان مما خلق خلق من ماء دافئ يخرج من بين الصلب والترائب انه على رجعه لقادر سبحانه
ما معنى انه على رجعه لقادر
قال العلماء قادر ان يرجعه نطفة
قادر ان يرجعه في صلب ابيه في رحم امه
او انه على رجعه لقادر يعني يرجعه يوم القيامة
والبعث والنشور
معاشر المؤمنين هذه الحقيقة القرآنية لا ينبغي للمسلم ان ينساها
وان تغيب عن ذهنه
ولا ينبغي له ان يعلمها فقط علما نظريا لا يتذكرها
ويتأمل فيها
لانها من اسرار صلاح هذا الانسان
من اسرار صلاحه واخباته وانابته وخشوعه لله سبحانه وتعالى ان يعرف هذه الحقيقة
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما من المواعظ والذكر الحكيم
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب
فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *