ايها المسلمون اليوم هو اليوم الثالث من هذه العشر الفاضلة هذه الايام التي هي خير ايام الدنيا عند الله عز وجل
وان اعظم عمل تلقى الله سبحانه وتعالى به هو توحيده سبحانه والايمان به والاسلام له جل في علاه
فان والله نشهدك يا ربنا ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بانك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك
معاشر المؤمنين ان الايمان قول وعمل
الايمان قول وعمل
قول بالقلب واللسان وعمل بالقلب والجوارح
قول القلب هو الاذعان لله والتصديق له وقول اللسان ان يجري اللسان بكلمة التوحيد لا اله الا الله
قال نبينا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين الايمان بضع وسبعون شعبة
وفي رواية بضع وستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان
الايمان قول قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح
عمل عمل القلب هو الاخلاص لله سبحانه وتعالى
ومحبته والخوف منه والخشية سبحانه وتعالى والرجاء والذل والاخبات
واعلم اخي المسلم ان سيرك الى الله سبحانه وتعالى بعمل قلبك اعظم عند الله من سيرك اليه
بعمل جوارحك فان لاعمال القلوب فظلا عند الله
ارأيتم معاشر المؤمنين? الرجلين يصليان في مسجد واحد في صلاة واحدة خلف امام واحد
يكون ما بينهما ما بين صلاة الاول والثاني ما بين السماء والارض
قيامهما واحد ركوعهما واحد سجودهما واحد
فمن الذي فضل الاول على الثاني? انه انها اعمال القلوب الاول صلى وهو يستشعر وقوفه بين يدي الله
مخلصا لله مخبتا له خاشعا له
فيرتفع هذا العمل ويتعاظم عند الله سبحانه وتعالى
والث تخلف عنده عمل القلب فاصبحت صلاته ربما لا اجر فيها او اجر قليل لا يوازي الاخر انها اعمال القلوب واعلموا يا عباد الله ان من اخص اعمال القلوب النية الطيبة ان تنوي الخير
ان تنوي الخير
يقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات
النية يا عباد الله تجارة العلماء
انوي الخير في هذه العشر حتى لو لم توفق اليه
النية تثاب عليها ان كنت صادقا مع الله سبحانه وتعالى
النبي صلى الله عليه وسلم في احد غزواته لما رجع الى المدينة
لما رأى الصحابة من خرجوا معه غزاة في سبيل الله
مجاهدين في سبيل الله معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اي فضل هذا? لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بيوت المدينة قال لاصحابه الذين ذهبوا معه وتعنوا وجاهدوا وقاتلوا قال ان في المدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا شاركوكم بالاجر
تعجب الصحابة عملوا عملا عظيما وهذا الرجل في بيته مع اولاده لم يغبط قدماه في سبيل الله
قال صلى الله عليه وسلم حبسهم حبسهم العذر لديه نية طيبة نية صالحة لكن لم يستطع فهذه النية يا عباد الله هي كما قال العلماء تجارة تجارة العلماء فانوي الخير من نوى الحج هذه السنة ولم يستطع بسبب ما نزل بالناس من هذا الوباء نسأل الله ان يرفعه عاجلا غير اجل
فليبشر بالخير فانه يتعامل مع رب كريم عظيم جليل فالله الله يا عباد الله الاجتهاد في نية الخير وفي الاخلاص لله سبحانه وتعالى فان النية من اخص اعمال القلوب وان من الايمان يا عباد الله عمل الجوارح عمل الجوارح هو من الايمان
الصلاة هي اعظم تطبيق من تطبيقات الايمان والتوحيد والاسلام
هي ملخص لاحوالك الايمانية
ومن الاعمال اعمال الجوارح التي خص الله سبحانه وتعالى بها هذه العشر المباركة الاضحية فهي سنة مؤكدة النبي صلى الله عليه وسلم مكث عشر سنين في المدينة كما في حديث ابن عند احمد وغيره كان يضحي في المدينة عشر سنوات عليه الصلاة والسلام
وضحى عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين بكبشين اقرنين املحين
وقال هذا عني وعن اهل بيتي وعن من لم يضحي من امتي
فالله الله يا عباد الله بالحرص على الاضحية
فمن وجد سعة فليبادر فانها من الاعمال الفاضلة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى
قال من اهل العلم في قول الله سبحانه وتعالى فصل لربك وانحر
المقصود بالنحر هنا هو نحر الاضاحي لله سبحانه وتعالى
والهدايا
من الاعمال العظيمة في هذه العشر
الصيام لله سبحانه وتعالى فان الصيام له فضل عظيم عند الله جل جلاله
كما جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل كل عمل ابن ادم له الا الصوم
فانه لي وانا اجزي به
قال الله سبحانه وتعالى الا الصوم فانه لي
والعلماء تكلموا على هذا الحديث
اليست الصلاة له جل جلاله? اليس الحج له? كل العبادات له
لماذا خص الصيام? الا الصيام
فانه لي ولهم كلام طويل في هذا المعنى ومن جملة هذه الاقوال ان الصيام خصه الله سبحانه وتعالى له بانه لا يقع فيه رياء
الصيام لا يقع فيه رياء من حيث هو
نعم قد يسمع الانسان بعمله قد يرائي بعمله لكن ما يعرف الناس انت صائم او لا قد تتظاهر بانك صائم ولست كذلك
فقالوا هذا من من الاسباب او من سر قول الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث الا الصوم
فانه لي وانا اجزي به وجاء في فضل الصيام عباد الله ان الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله باعد او بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا يعني سبعين سنة صام يوما في سبيل الله
قال العلماء في سبيل الله يعني في الجهاد
والقول الاخر في سبيل الله يعني مخلصا لله سبحانه وتعالى
والثاني هو الموافق لرحمة الله فضله فمن صام يوما في سبيل الله في الايام العادية بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا فكيف بصيام هذه العشر الفاضلة? قال الامام النووي يستحب صيام العشر يعني تسع تسع من ذي الحجة من واحد ذي الحجة الى تسعة من الحجة يستحب صيامها استحبابا شديدا
ومن فضائل هذه هذه العشر يا عباد الله وقوع يوم عرفة في اخرها في اليوم التاسع فيها يوم عرفة هو اليوم المشهود الذي اقسم الله سبحانه وتعالى به
قال الله جل جلاله وشاهد ومشهود
وهو يوم وهو الوتر الذي اقسم الله سبحانه وتعالى به في سورة في سورة الفجر
روى الامام البخاري ومسلم من حديث سفيان الثوري عن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال ان رجلا من اليهود جاء لعمر وقال له يا عمر اية في كتابكم لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا
هذا الحديث لما قرأ على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
قال انظر الى خبث اليهود
يقول اية في كتابكم والقرآن ليس كتابا لنا فحسب وانما هو كتاب الله للاولين والاخرين
وهذا من خبث اليهود انهم يتكلمون بكلام ظاهره لا اشكال فيه ولا غضاضة
يبطنون الخبث
قال اية في كتابكم لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا
قال عمر رضي الله عنه اي اية? قال قول الله سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا
قال عمر رضي الله عنه قد علمنا اليوم الذي اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو قائم بعرفة يوم الجمعة
هذه الاية التي يمن الله سبحانه وتعالى بها على عباده باكمال الدين واتمام النعمة نزلت في يوم في يوم عرفة وهذا من فضل هذا اليوم
يوم يباهي الله سبحانه وتعالى به اهل الموقف
وبركة هذا اليوم ليست خاصة باهل الموقف
وانما سيدخل فيها سائر اهل الاسلام
ففضل الله واسع
ومن كان غير حاج استحب له ان يصوم هذا اليوم
جاء في صحيح مسلم في حديث طويل من حديث ابي قتادة الانصاري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة
فقال يكفر السنة الماضية والباقية
يكفر السنة الماضية والباقية
فمن غلب على هذه الايام فلم يستطع ان يصوم شيئا منها
فلا يغلبن يا عباد الله على صيام يوم التاسع ففظله عظيم عند الله وثوابه كبير نسأل الله جل جلاله ان يعيننا في هذه العشر وباقي العمر على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يجعلنا من اوليائه وعباده الصالحين
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم