رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدة
من احصاها دخل الجنة وفي لفظ عند البخاري ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدة لا يحفظها احد الا دخل الجنة
هذا الحديث الذي اتفق الشيخان على اخراجه وعلى صحته فيه مسائل المسألة الاولى ان لله وتعالى الاسماء الحسنى
جل في علاه وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الاسماء الحسنى في كتابه العزيز
فقال سبحانه وتعالى في اواخر سورة الاعراف
ولله اسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون
وقال سبحانه وتعالى في اخر سورة الاسراء قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايما تدعوا فله الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغي بين ذلك سبيلا
ويقول الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة طه الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى
ويقول سبحانه في اخر سورة الحشر هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى
يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم
الاسماء الحسنى يعني التي بلغت الحسن مبلغها فلا احسن من اسماء الله سبحانه وتعالى
الله له الاسماء الحسنى
لفظا ومعنى
قد تجد من البشر اسماء حسنة صاحبها قد يتصف بهذا الوصف وقد لا يتصف
وان اتصف فيكون صفة مناسبة مناسبة للعبد
فكم من الناس اسمه يدل على وهو ليس كذلك
كم من الناس اسمه يدل على الفلاح وهو ليس كذلك
ولكن اسماء الله سبحانه وتعالى دالة على صفاته جل وعلا
المسألة الاخرى عدد اسماء الله سبحانه وتعالى
هل اسماء الله تسعة وتسعين اسما فحسب? الجواب لا
العلماء نظروا واستقرؤوا القرآن سنة فوجدوا ان الله سبحانه وتعالى سمى نفسه في الكتاب العزيز على لسانه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية فوجدوا الاسماء اكثر من تسعة وتسعين اسما
فقالوا المراد بهذا الحديث ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة يعني ان الله سبحانه وتعالى رتب هذا الاجر العظيم على هذه الاسماء التسعة والتسعين ولا يدل على ان الله سبحانه وتعالى ليس له اسماء اخرى غير هذه كقول القائل اعددت الف ريال كل شهر رتب الله سبحانه وتعالى عليها هذا الاجر
ومما يدل على ان اسماء الله سبحانه وتعالى كثيرة جدا منها ما اعلمنا الله سبحانه وتعالى بها من خلال انزالها في الكتاب او تعليم من رسله ان هناك اسماء قد استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمها من اسمائه الحسنى
والدليل على ذلك ما اخرجه الامام احمد وابو حاتم وابن حبان
من طريق القاسم ابن عبدالرحمن ابن عبد الله ابن مسعود عن ابيه عن جده عبد الله ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمعوا لهذا الحديث يا من يعاوده الهم والحزن تارة بعد تارة وساعة بعد ساعة اسمع لهذا الحديث علاج من محمد صلى الله عليه وسلم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب احد قط هم ولا غم
ولا حزن
فقال اللهم عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احد من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وفي رواية ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي لا اذهب الله عنه همه
وابدله مكان الحزن فرحا
قال الراوي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
انتعلمهن? قال عليه الصلاة والسلام ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن
وهذا دعاء عظيم
لاننا يا اخوة في هذه الدار دار الهم والاوصاب والاحزان
لا ينفك المؤمن
ولا ينفك من حزن يعاوده فهذا من علاجات الحزن هذا الدعاء العظيم وفيه من الفقه ان اسماء الله سبحانه وتعالى قد استأثر الله سبحانه وتعالى ببعضها فلم يطلعها على احد فلم يطلع او يعلمها احد من خلقه
كما ان هناك مدائح ومحامد لله سبحانه وتعالى لا يعلمها الخلق
حتى محمد صلى الله عليه وسلم ماذا يقول في الشفاعة الكبرى? يقول فاقوم بين يدي الله سبحانه وتعالى فيقول الله سبحانه وتعالى له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى
قال قبلها عليه الصلاة والسلام فيفتح علي بمحامد
لا اعلمها الان
يقول عليه الصلاة والسلام بحال حياته
يقول يفتح يوم القيامة بمحامد لا اعلمها الان
فاسماء الله فاسماء الله سبحانه وتعالى كثيرة
ليس كما يظن بعض الناس من هذا الحديث ويفهم من هذا الحديث انها تسعة وتسعين اسما
ثم اعلموا يا عباد الله ان بعض من روى هذا الحديث جعل بعده في ذكر او اخذ بعده في ذكر اسماء الله فعددها هذا التعداد لا يصح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد حكم العلماء عليه بالضعف
فتجد بعض الناس ربما علق هذه الاسماء وظن انها هي واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس كذلك هي اجتهاد من اهل العلم وبعضها مما يذكر في هذه الرواية وهو فيه خلاف كثير بين اهل العلم هو من اسماء الله اولى
من فقه هذا الحديث معاشر المسلمين في قول النبي صلى الله عليه وسلم من احصاها
جاء في رواية البخاري لا يحفظها
وهذا من معاني الاحصاء
ما معنى الاحصاء? الاحصاء يا عباد الله الذي رتب الله سبحانه وتعالى عليه هذا الاجر العظيم يتضمن ثلاثة امور
يتضمن ثلاثة امور
الامر الاول ان يحفظها
يحفظها المسلم
بدلالة حديث لا يحفظها مسلم
وجاء في تفسير بمقتضاها العمل بمقتضى هذه الاسماء
فاذا علمت ان الله سبحانه وتعالى عليم رقيب خبير بصير فتعمل بمقتضى هذا الاسم فتراقب الله سبحانه وتعالى في سرك وعلانيتك
ظاهرا وباطنا
وكذلك من مقتضى هذه الاسماء ان تتخلق بالصفات والاسماء التي امرنا الله سبحانه وتعالى ان نتخلق بها
الله سبحانه وتعالى الرحيم
وجاء في الحديث الراحمون يرحمهم الرحمن
ارحموا من في الارض
يرحمكم من في السماء
فهناك صفات من اسماء الله يحب ان الله يحب الله سبحانه وتعالى ان تتصف بها
مثل الرحمة المغفرة العفو انك تعفو عن عباد الله وهناك اسماء الله سبحانه وتعالى من نازعه اسما من اسمائه ادخله مثل المتكبر والجبار على معنى من معانيه وهو الذي يقسم ظهور الجبابرة بمعنى ان الانسان يكون جبارا في الارض متكبرا على عباد الله فالعمل بمقتضى هذه ان يتفقه فيها وان يعرف معانيها ويدعو الله سبحانه وتعالى بها
ويسأل الله سبحانه وتعالى بها
ان عمل ذلك ما جزاؤه? قال النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة
دخل الجنة
ولاحظوا يا عباد الله الحديث لم يقل سيدخل الجنة
في المستقبل وانما دخل الجنة دخل فعل ماضي
فلماذا عبر عنه دخل الجنة? قال العلماء لتأكيد دخوله الجنة
وان هذا مقطوع به من حقق هذه الاسماء وتفقه بها وتعلمها وعرفها وسأل الله بها وعاش في هذه الدار قلبه معلق بالله سبحانه وتعالى من خلال اسمائه وفقه وفقهها فان الله سبحانه وتعالى يدخله الجنة
ولذلك ينبغي على المسلم ان يحرص على الفقه في اسماء الله الحسنى
في اسماء وان يتعلم معانيها لا يحصن بالمسلم
الا يعرف ولا يفقه اسماء الله وتعالى
اذا قيل له ما معنى الصمد? لا يعرف
وهو يكرر هذه السورة
وكان الله على كل شيء مقيتا
ما معنى المقيت? وهل المقيت من اسماء الله? فهو بعيد عن الفقه في اسماء الله سبحانه وتعالى
وهذا يا عباد الله من الحرمان لان فيها اجرا عظيما وفيها حياة
لقلب المسلم
فاحرصوا على هذه الاسماء
وتعلموها
واحصوها
وابشروا بالخير من رب غفور رحيم
واسع العطاء جل في علاه
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم