دورة في التعامل

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
كثيراً، أما بعد:

ففي الحقيقة إننا بحاجة إلى فن التعامل وحسن المعايشة فيما بيننا، كما إننا نحتاج
خبرة في التعايش مع الناس سواء في الحي أو في مكان العمل أو محل الدراسة: في المعهد
والمدرسة والجامعة، أو أي مكان لابد من إحسان التعامل مع الناس، ولذلك جاءت فكرة
إقامة دورة في التعامل تقام لأهل الحي، والمقصود منها إكساب خبرة من قبل ذوي الخبرة
في التعامل، وتذكير ببعض السلبيات، وتحفيز بعض الإيجابيات، وغير ذلك.

تقوم الدورة على أساس تفرغ مجموعة من أهل الحي، ولا مانع من أن يوجد رجال ونساء في
الدورة بحيث تكون النساء في معزل عن الرجال، ويتم توصيل المعلومات لهن عن طريق البث
المباشر إن أمكن.

وسنقدم اقتراحاً عن هذه الدورة تقريبياً، وإلا فإنه بالإمكان اختيار موضوعات أخرى،
أو أياماً أقل أو أكثر مما سنقدمه في هذا الاقتراح.

مدة الدورة:

ثلاثة أيام.

برنامجها:

اليوم الأول:

محاضرة عن حسن التعامل وإرشاد الإسلام إليه.

اليوم الثاني:

مشاكل وحلول، وكيفيات للتعامل مع الأخطاء.

اليوم الثالث:

نماذج ومواقف من التعامل الحسن، والتصرف المتعقل في الأزمات.

ويمكن اختلاق أسئلة تطرح على الحاضرين في إبداء آرائهم حول كيفية حل بعض المشكلات
بالنسبة لهم شخصياً؛ والغرض أن هذا العمل سيحول المادة العلمية إلى سلوك عملي.

إن مثل هذه الدورات التي نحن في أمس الحاجة إليها لتنمي في الناس حب التعرف
والإتقان لكثير من المهمات الغائبة في مجتمعهم. وإن التعامل لهو من الأمور التي تهم
المسلم أن يعرف كيفيته وطرقه ونماذجه؛ حتى يتمثل ذلك الأسلوب الرفيع في حسن تعامله
مع كل الناس: في بيته مع أمه وأبيه وزوجته وأبنائه وإخوته، وفي مجتمعه مع القريب
والبعيد، ونحن نعلم ما لحسن التعامل من فضل عظيم في ديننا الحنيف حيث أنه من معالي
الأخلاق ومكارمها، وقد حث عليه الإسلام في أكثر من موقف وفي أكثر من نص شرعي.. وما
أحوجنا إليه جميعاً في زمننا هذا.

أسأل الله أن يهدينا سبيل الهدى والرشاد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والحمد لله رب العالمين.